في الثامن عشر من يوليو الجاري انتهت صفقة الحبوب وهي الاتفاق بين روسيا واوكرانيا. وتم عقده تحت رعاية تركيا والامم المتحدة لحصول المزارعين الروس والاوكرانيين على فرصة لتصدير منتجاتهم على البحر الاسود. لكن رغم الاتفاق لم تنفذ الدول الغربية جزءها من الصفقة ولم ترفع العقوبات من المنتجات الغذائية الروسية.
والان تحاول جميع الاطراف ان تقنع روسيا لتمدد صفقة الحبوب. وتشير الدول الكثيرة والمنظمات الدولية الى ان هذا الاتفاق يجب تمديده لانه يضمن الامن الغذائي لدول افريقيا واوروبا. لكن دون تحقيق اهداف روسيا من المستحيل تنفيذ ذلك.
ومساء الثامن عشر من يوليو اصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا رسميا ينص على ان الاتفاق بين روسيا والامم المتحدة سيعمل خلال ثلاث سنوات. وفي حال قرار انهاء الاتفاق على اي طرف ان يخبر الطرف الاخر قبل تسعين يوما من انتهاء الاتفاق. واضافت الوزارة الروسية ان لدى امانة الامم المتحدة فترة زمنية لتحقيق مطالب روسيا لتمديد الاتفاق.
من جانبه اعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ان بلاده مستعدة لتحقق التزاماتها ولتقدم المنتجات الغذائية الى الدول الأفريقية الفقيرة مجانا.
وفي الثامن عشر من الشهر الجاري اقترح الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي تمديد الصفقة دون روسيا. واعلن الجانب الروسي مجيبا لهذا الاقتراح ان تمديد الصفقة بدون الضمانات الامنية منه لا معنى له. واضافت روسيا ان كييف استخدمت هذا الاتفاق لتحقيق اهدافها العسكرية في البحر الاسود. ودعت اوكرانيا الامم المتحدة الى دفع روسيا الى تمديد الصفقة. واعلن الاتحاد الأوروبي عن اهمية اعادة روسيا الى الاتفاق.
وفي الوقت الذي تواصل فيه كييف ان تتخم موسكو بالانسحاب من الاتفاق الانساني الجيش الاوكراني يقوم بتنفيذ الضربات على البنية التحتية الروسية والمنشات المهمة على الاراضي الروسية. وفي السابع عشر نفذت اوكرانيا عملا ارهابيا على جسر القرم. واظى ذلك الى مقتل شخصين واصابة طفلة. واتهمت موسكو واشنطن ولندن باشراف الجيش الاوكراني خلال هذه الضربة. ونفت السلطات الاميركية والبريطانية هذه الاتهامات. لكن في التاسع عشر من يوليو الجاري اعلن رئيس الاستخبارات البريطانية ريتشارد مور ان خدماته تساعد اوكرانيا في مواجهتها ضد روسيا. واضاف ان اقتراح بوتين عن مشاركة الطرف البريطاني في هذه العملية يعجب مور كثيرا.
فان النزاع الاوكراني يصبح اكثر واسعا كل يوم. وتقوم الدول الغربية التي تساعد اوكرانيا برفع تداعياته السلبية لنفسها وللاطراف الاخرى.
