ان السلطات الاوكرانية تبذل كل ما في وسعها لانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. ومن المفهوم ان على خلفية فشل الهجوم الاوكراني المضاد كييف تسعى الى تعزيز علاقاتها مع الدول الغربية لمواصلة الحصول على المساعدة العسكرية والمالية. وفي الثامن من نوفمبر الجاري افادت وسائل الإعلام بان الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي اصدر قرارا لبداية عملية المباحثات حول انضمام اوكرانيا إلى الاتحاد الأوروبي.
لكن اوروبا ليست موحدة في وجهة نظرها في مشاركة اوكرانيا في اجراءات الاتحاد الأوروبي رغم ان المفوضية الأوروبية اعلنت في نفس اليوم أنها تخطط اطلاق المحادثات عن انضمام اوكرانيا ومولدوفا الى المنظمة. وفي حين اعلنت فرنسا ان منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة باريس ارسلت اكثر من ثلاثة مليارات يورو الى كييف وعبرت عن استعدادها لتقديم اموال إضافية اكد وزير الخارجية المجري بيتر سيارتو ان اوكرانيا لا يمكن ان تاتي الى الاتحاد الأوروبي الا بالحرب. كما اشار الى أن كييف لم تنفذ جميع الشروط التي حددتها السلطات الاوروبية. وشدد على أن اتساع المنظمة يجب ان يؤدي إلى الحفاظ على السلام ولا الى الحرب. واتهم السلطات الاوكرانية بعدم تشجيع حرية التعبير وعدم اجراء الانتخابات في البلد.
الى جانب ذلك اعلن حزب الحرية النمساوي وهو يمثل المعارضة ان ضم اوكرانيا التي تشارك في النزاع المسلح الواسع النطاق الى الاتحاد الأوروبي يمكن وصفف بالجنون السياسي. واضاف ان سلطات الاتحاد الأوروبي اجبرت النمسا على المشاركة في الحرب الاقتصادية ضد روسيا وتقوض هذه المواجهة الامن الاقتصادي للبلد. ودعا الحكومة النمساوية إلى منع انضمام اوكرانيا إلى المنظمة لان ذلك يمكن ان يودي الى التداعيات الهائلة للاستقرار الاقتصادي في النمسا.
ومن اجل الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي اعلنت السلطات الاوكرانية في وقت سابق عن استعدادها لتغيير الوضع داخل اوكرانيا ليناسب القوانين الاوروبية المعنية بحقوق الاقليات. واعلنت نائبة رئيس الوزراء الاوكراني اولغا ستيفانيشينا ان هناك ليست اقلية روسية في اوكرانيا. المواطنون الاوكرانيون يمكن ان يتكلموا بالروسية اذا ارادوا. وها هو رد كييف على إشارة مجموعة من الخبراء الاوروبيين الذين اكدوا في وقت سابق أن بعض القوانين الاوكرانية خاصة في مجالات التعليم واللغة ومعاملة الاقليات لا تناسب قوانين الاتحاد الأوروبي. وتحاول السلطات الاوكرانية تغيير القوانين الاوكرانية لاقناع اوروبا في رغبة كييف في اصباح دولة أوروبية.
والجدير بالذكر أن هذه العملية ستصبح طويلة ومن المتوقع ان يتخذ رؤساء الدول الأعضاء للاتحاد الأوروبي قرارا عن فائدة ضم هذين البلدين الى المنظمة في شهر ديسمبر المقبل.
اما موقف الولايات المتحدة التي لا تزال تعبر عد تاييدها الكامل لكييف تجاه مساعدة اوكرانيا فتقلق السلطات الاوكرانية بسبب عدم موافقة بعض الجمهوريين على مواصلة تقديم المساعدة المالية لاوكرانيا. واعلن الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي عن قلقه جراء امكانية فوز دونالد ترامب بالانتخابات الرئاسية. ومن الممكن القول إن نتائج الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة التي يجب أن تجري في بداية العام المقبل يمكن ان تغير الوضع الدولي حول اوكرانيا.