ان الاوضاع في قره باغ تبقى متوترة. ومساء اليوم الثاني من أكتوبر الجاري اعلنت وزارة الدفاع الروسية أن العسكريين الروس والاذربيجانيين الذين قاموا بالدوريات في مدينة خانكندي تعرضوا لاطلاق النار بقناص غير معروف. وينص بيان الوزارة على أن الهجوم لم يود الى اصابة شخص. كما اشارت الى ان صناع السلام الروس الى جانب السلطات الاذربيجانية والمحلية تجري تحقيقا لتلك الاحداث.
من جانبها اعلنت ايريفان مقتل جندي ارميني بسبب اطلاق النار بالطرف الاذربيجاني تجاه السيارة الارمينية المستخدمة لنقل الاغذية. واضافت وزارة الدفاع الارمينية أن العسكريين تمت اصابتهما خلال الهجوم. كما اتهمت الوزارة الارمينية باكو باطلاق النار تجاه سيارة الإسعاف ووصفت تلك الاجراءات بالاختراق الجسيم للحق الدولي. ونفى الطرف الاذربيجاني جميع هذه الاتهامات.
في نفس الوقت تعمق الازمة السياسية بين روسيا وأرمينيا لان البرلمان الارميني ابرم في الثالث من الشهر الجاري نظام روما الاساسي للمحكمة الجنائية الدولية. وفي وقت سابق برر رئيس الوزراء الارميني هذه الخطوة بعدم كفاية التعاون الارميني والروسي وعمل منظمة معاهدة الأمن الجماعي لضمان الامن في منطقة قره باغ. واعلنت المعارضة الارمينية انها لا توافق مع هذه الاجراءات في ظل الاوضاع السياسية في العالم. وتجبر هذه الوثيقة جميع الدول التي ابرمتها على تنفيذ قرار المحكمة عن اعتقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اذا زار هذه البلاد. واصدرت المحكمة هذا القرار منذ اشهر.
وفي التاسع عشر والعشرين من سبتمبر الماضي اجرت أذربيجان العملية المعادية للارهاب في منطقة قره باغ. واعلنت ان تلك الاجراءات متجهة الى القضاء على الحضور العسكري الارميني في الاقليم وفقا للاتفاقات الدولية. ان العلاقات بين ارمينيا واذربيجان لم تكن هادئة خلال السنوات الطويلة جراء النزاع حول منطقة قره باغ التي اكد كل بلد انها تضم لاراضيه. لكن اعتراف ارمينيا بانتماء الاقليم للاراضي الاذربيجانية الذي عبر عنه رئيس الوزراء الارميني نيكول باشينيان في مايو الماضي ساهم في بداية العملية الاذربيجانية.
وفي حين يواصل عسكريو قره باغ ان يقدموا سلاحهم لصناع السلام والطرف الاذربيجاني يقوم الارمينيون بمغادرة قره باغ إلى ارمينيا. وحتى الان جميع ارمينيي المنطقة تقريبا قد عبروا الحدود الارمينية. وتتهم ايريفان باكو بتنفيذ الهجمات العسكرية على سكان المنطقة بناء على الاساس العرقي.
ومنذ ايام وقعت سلطات خانكندي امرا ينهي استقلال جمهورية قره باغ من الاول من يناير المقبل. ويخطط زعماء المنطقة الحاليون البقاء في خانكندي حتى سيتم وجدان جميع القتلى والمفقودين خلال الاحداث الأخيرة في الاقليم.