رغم قرار تل أبيب بعدم قبول الوفد الاسرائيلي للمقترحات الجديدة أو تقديم اي مشاريع بشأن عقد الصفقة بين اسرائيل وحماس المفاوضات بين الطرفين في القاهرة برعاية قطر ومصر والولايات المتحدة لا تزال جارية. وأكدت وسائل الإعلام أن وفد حماس برئاسة إسماعيل هنية وصل إلى العاصمة المصرية صباح يوم الثلاثاء للمشاركة في المباحثات.
وفي العشرين من فبراير الجاري اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية القطرية ماجد الأنصاري خلال مؤتمر صحفي أن الدوحة تبذل جهودها الكاملة لعقد الاتفاق بين اسرائيل وحماس. وأشار إلى أن المفاوضات تتركز على المجال الإنساني. وشدد الأنصاري على أن قطر تواصل مشاركتها في العملية رغم اتهامات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي قال في وقت سابق إن الدوحة تستضيف قادة حماس وتقدم الأموال للحركة ويعني ذلك مساعدة الارهابيين. ونفى المتحدث القطري هذه الاتهامات ووصفها بالتكسب الشخصي والسياسي. وأضاف أن قطر ترفض العملية العسكرية الاسرائيلية في مدينة رفح جنوب قطاع غزة التي يبقى فيها أكثر من مليون ونصف شخص الان.
وتعمل الولايات المتحدة على مواصلة التفاوض في الشرق الأوسط لانها تسعى إلى إفراج المحتجزين الاميركيين حسب قول الرئيس الأمريكي جو بايدن الأسبوع الماضي. وتعلن وسائل الإعلام نقلا عن المسؤولين الأمريكيين أنه من المتوقع أن يزور منسق البيت الأبيض لشؤون الشرق الأوسط بريت ماكغورك مصر واسرائيل الأسبوع الحالي للقاء الساسة ومناقشة سبل دفع الطرفين إلى عقد الصفقة.
إلى جانب ذلك أفادت وسائل الإعلام بأن واشنطن تعد مشروع قرار مجلس الأمن بشأن الأوضاع في غزة. وتنص الوثيقة على ضرورة وقف إطلاق النار في المنطقة بشكل مؤقت وتجنب الاجراءات العسكرية في رفح لانها يمكن أن تتسبب في العواقب الكارثية للمدنيين. لكنه من المعروف أن الطرف الاميركي لن يدفع أعضاء المجلس إلى مناقشة المشروع بشكل فوري لانه يخاف أن يقوض ذلك التفاوض في القاهرة. وفي نفس الوقت استخدمت الولايات المتحدة حق الفيتو على مشروع القرار الذي قدمته الجزائر والذي يطالب بوقف القتال فورا مما أدى إلى الإدانة الشديدة خاصة من جانب الدول العربية.
ان المفاوضات بين حماس وإسرائيل تجري في القاهرة منذ الثالث عشر من فبراير الجاري. لكن بعض المسؤولين من الدول التي تشترك فيها أشاروا إلى أن المناقشة لن تأتي إلى نتائج ملموسة هذه المرة لأن حماس تصر على مطالبها المتجهة إلى وقف إطلاق النار في غزة وإفراج عدة الاف السجناء الفلسطينيين من اسرائيل والموصوفة بالسلطات الاسرائيلية بالواهمة. من جانبها تسعى تل أبيب إلى إفراج الجزء الأكبر من المحتجزين الاسرائيليين ويتجاوز عددهم 130 شخصا.