ان الاطراف المختلفة تحاول اقناع الجيش السوداني وقوات الدعم السريع انه من الضروري وقف اطلاق النار وبداية حوار سياسي حقيقي. وفي الثالث من أكتوبر الجاري التقى وفد الالية الوطنية لدعم التحول المدني الديمقراطي رئيس مجلس السيادة وهو قائد الجيش السوداني الفريق اول ركن عبد الفتاح البرهان.
وخلال اللقاء قدم الوفد للبرهان خريطة طريق تتجه الى وقف النزاع المسلح في السودان. ومن المعروف ان هذه الخطة تضم تشكيل حكومة انتقالية موقتة. وتضيف وسائل الإعلام أن الخريطة تتكون من “بشريات جيدة” للشعب السوداني. ومن المتوقع ان تقوم حكومة طوارئ باعمار ما دمرته الحرب.
ورغم الاعلانات التي يصدرها طرفا النزاع عن سعيهما لوقف القتال في السودان تفيد وسائل الإعلام بأن المعارك تستمر في المدن السودانية الكثيرة خاصة في العاصمة. ويقول شهود عيان إنه من الممكن سماع دوي الانفجارات القوية في محيط القيادة العامة التي يسيطر عليها الجيش. ويواصل الطرفان القصف المدفعي المتبادل باستخدام الاسلحة الثقيلة والخفيفة. وتستهدف ضربات الجيش السوداني العنيفة مواقع قوات الدعم السريع خاصة في ام درمان. وتتصاعد اعمدة الدخان إلى سماء المدينة حيث تلحق الطائرات الحربية والمسيرات. وتودي هذه المعارك العنيفة الى سقوط الضحايا بين المدنيين والعسكريين كل يوم.
وتفيد وسائل الإعلام بان منطقة جزيرة تعاني من محاصرة قوات الدعم السريع. ويقول سكان المنطقة انهم يجب ان يشربوا ماء النيل بسبب الازمة الانسانية التي اندلعت فيها.
ان المواجهة المسلحة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اندلعت في منتصف ابريل الماضي وادت الى مقتل الاف واصابة عشرات آلاف. وتسبب النزاع ايضا في ازمة النازحين لان اكثر من خمسة ملايين شخص تركوا منازلهم باحثين عن الانقاذ من اعمال العنف المنتشرة في السودان. وتجاوزوا عدة مئة ألف سوداني الحدود مع الدول المجاورة. ويجبر كل ذلك سلطات الدول المجاورة للسودان على البحث عن وسائل لمعاملة هذه القضية. ويعاني من بقي في البلد من نقص المياه والغذاء والكهرباء والاتصال الهاتفي. واعلنت وزارة الصحة ان الحرب والحرارة ادت الى انتشار الامراض الوبائية مثل الكوليرا وحمى الضنك والملاريا.