وقام الأمير بحل مجلس الأمة وتعليق العمل بالدستور لمدة 4 سنوات
أصدر حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، يوم الجمعة، حل مجلس الأمة المنتخب حديثا، وعلق العمل بمواد الدستور التي تنص على إجراء انتخابات جديدة لمدة تصل إلى أربع سنوات. ووصف القرار بأنه “صعب” لإنقاذ البلاد من الأزمات المستمرة التي تعيق التنمية.
كما أمر سمو الأمير بتشكيل لجنة لتعديل الدستور الذي لم يتم تعديله منذ اعتماده عام 1962.
ولم يتم انتخاب مجلس الأمة الجديد إلا في 4 أبريل/نيسان، حيث حظيت الأغلبية الساحقة من المعارضة بدعم الناخبين الكويتيين.
وتعني قرارات سمو الأمير أنه بعد حل البرلمان لن تكون هناك انتخابات نيابية جديدة، كما نص عليه الدستور، حيث أن المواد ذات الصلة من الدستور معطلة لمدة أربع سنوات.
وهذه هي المرة الثالثة التي يتم فيها تعليق دستور البلاد، بعد تعليقه لمدة خمس سنوات في عام 1976 وتعليق لمدة ست سنوات في عام 1986.
وأعرب الشيخ مشعل عن أنه اتخذ قرارا صعبا من أجل «إنقاذ البلاد وحماية مصالحها الوطنية العليا»، مشيرا إلى أن بعض أعضاء مجلس الأمة تجاوزوا صلاحياتهم إلى درجة أنه «لا يمكن أن نبقى مكتوفي الأيدي».
أصبحت الكويت أول دولة خليجية تتبنى دستورًا في عام 1962، حيث أدخلت الديمقراطية البرلمانية حيث يتمتع أعضاء البرلمان المنتخبون بالقدرة على استجواب أعضاء الحكومة والتصويت على إقالتهم من مناصبهم. إن وجود البرلمان ميزها بشكل كبير عن الممالك الخليجية الأخرى، ومعظمها مطلقة.
لكن التجربة الديمقراطية، على مدى العقدين الماضيين، حجبتها الخلافات المستمرة بين الحكومة ومجلس الأمة.
وعلى مدى السنوات الـ 12 الماضية، تم حل البرلمان 6 مرات – في 2012، 2016، 2020، 2022. 2023 و 2024 وأجريت آخر انتخابات مبكرة لمجلس النواب الكويتي في أوائل أبريل/نيسان الماضي، لتصبح الأولى في عهد الأمير الحالي. وقام الشيخ مشعل بحل البرلمان في 15 فبراير/شباط الماضي بسبب “انتهاك المبادئ الدستورية” و”استخدام لغة مسيئة وغير لائقة”.
وأوضح سموه هذه المرة أن الانحلال الحالي هو نتيجة عدم الاستقرار والفساد في كافة المجالات بما فيها الأمنية والاقتصادية. إلى ذلك، اتهم النواب بإساءة استخدام الديمقراطية ومجلس الأمة، مضيفا أنه لن يسمح باستخدام الديمقراطية لتدمير الدولة.
تولى الأمير مشعل الأحمد الجابر الصباح العرش في ديسمبر من العام الماضي بعد وفاة شقيقه الأكبر الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح، الذي خدم في هذا المنصب لمدة تزيد قليلا عن أربع سنوات. لكن في الواقع، حكم الشيخ مشعل البلاد لفترة طويلة – منذ عام 2015، حيث كان إخوته الأكبر سناً يعانون من مشاكل صحية.
والآن يطرح السؤال حول المستقبل. من ناحية، تعتبر سلطة الأمير في الكويت مقدسة، ومن ناحية أخرى، يعد البرلمان تقليدًا قديمًا للبلاد، وهو ما ميزها عن الملكيات الأخرى لسنوات عديدة. وظلت التوترات بين السلطات والبرلمان تتزايد منذ فترة طويلة وتشكل تهديداً للاستقرار. وسوف نقوم بمراقبة التطورات.