ان المنظمات الدولية تعبر عن قلقها بسبب استمرار العملية العسكرية الاسرائيلية في قطاع غزة لان قوات الاحتلال تنفذ هجماتها بالعنف الحاد. واعلنت المفوضية السامية للأمم المتحدة لحقوق الإنسان أن منذ اندلاع الحرب الجيش الإسرائيلي اعتقل حوالي 4.7 ألف شخص وبينهم 40 صحفيا في الضفة الغربية. واحتجزهم مقيدين في مكان غير معروف واستخدم العسكريون الاسرائيليون العنف الجنسي ضدهم. إلى جانب ذلك اكدت المنظمة ان القوات الاسرائيلية قتلت 300 فلسطيني وبينهم 79 طفلا في الضفة منذ بداية المواجهة. ووصفت اجراءات الاحتلال بغير المسبوقة منذ عقود.
وفي وقت سابق أعلن الصليب الأحمر انه لم يحصل على الوصول إلى المعتقلين الفلسطينيين لدى اسرائيل منذ السابع من اكتوبر الماضي. واضاف انه مستعد ليقوم بوظائفه إذا سمحته تل أبيب بتنفيذ ذلك. ومن المعروف أن المنظمة تخطط اجراء التحقيق للعنف الذي يتعرض له السجناء الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية.
في نفس الوقت يواصل جيش الاحتلال هجماته على المواطنين في الضفة الغربية. وفي الثامن والعشرين من ديسمبر الجاري أفادت وسائل الإعلام بأن جندي إسرائيلي أصيب خلال الهجوم على جنين وطولكرم ونابلس ومدن وبلدات قرب الخليل. ومن المعروف ان الاشتباكات اندلعت بين الشبان الفلسطينيين وجيش الاحتلال في مدينة رام الله.
اما الأوضاع في قطاع غزة فاعلن الهلال الأحمر الفلسطيني في الثامن والعشرين من الشهر الجاري ان الهجوم الاسرائيلي على مستشفى الأمل في مدينة خان يونس تسبب في مقتل 10 أشخاص وإصابة 12 آخر. ومن المعروف ان قوات الاحتلال تكثف في الوقت الاخير هجماته على هذا المستشفى. وتخاف المنظمات الدولية ان يشهد نفس الكارثة التي حدثت في مستشفى الشفاء في غزة.
من جهتها اكدت وزارة الصحة الفلسطينية أن 50 شخصا على الأقل قتلوا جراء الهجمات الاسرائيلية على الاحياء السكنية في قطاع غزة. واضافت ان عدد الضحايا من الطرف الفلسطيني يمكن ان يرتفع.
ان الصراع بين جيش الاحتلال وحركة حماس بدا في السابع من اكتوبر الماضي بهجوم مقاتلي الحركة على الأراضي الاسرائيلية والقبض على المحتجزين. اعلنت الحركة الفلسطينية انها تجري عملية طوفان الاقصى العسكرية. وردت تل أبيب باطلاق عملية السيوف الحديدية. وبعد عدة اسابيع وحصار الجيش الإسرائيلي لمدينة غزة التي تعاني من نقص الضروريات بدات اسرائيل العملية العسكرية الارضية في قطاع غزة. وليست المساعدات الإنسانية المقدمة بالأطراف الدولية كافية لحل هذه القضية الانسانية الهائلة. وحتى الان ادت المواجهة إلى مقتل اكثر 21 ألف عربيا ومعظمهم أطفال ونساء. ويبلغ عدد المصابين اكثر من 55 ألف شخص وترتفع هذه الأرقام باستمرار في حين يقترب عدد المفقودين إلى 4000 شخص. اما الطرف الاسرائيلي فيبلغ عدد القتلى 1.4 شخص في حين تجاوز عدد الجرحى 5000 شخص. ويعلن جيش الاحتلال أن عدد القتلى بين جنوده يبلغ 501 شخص.
