ان تل أبيب تبذل كل ما في وسعها لنقل الفلسطينيين من غزة الى الاراضي المصرية. وافادت وسائل الإعلام بأن الديبلوماسيين الاسرائيليين يجرون المباحثات مع عدة الاطراف حول اجلاء المدنيين من غزة الى مصر لفترة اجراء المواجهة مع حماس. لكن بعض الدول ترفص هذه الفكرة بشدة لان هناك فرصة ان الاشخاص لن يرجعوا الى غزة بعد نهاية النزاع ويمكن ان يهز ذلك الاستقرار في مصر. وفي وقت سابق اعلت حكومتا مصر والاردن انهما ليستا مستعدتين لقبول المدنيين الفلسطينيين على اراضيهما.
فان الوضع في قطاع غزة يصبح اكثر خطيرا كل يوم وحتى لموظفي المنظمات الدولية. وفي الخامس من الشهر الجاري اصدرت مجموعة من الخدمات الدولية وبينها وكالة الامم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين ومنظمة الصحة العالمية واليونيسيف والخ بيانا ينص على أن النزاع في فلسطين ادى الى مقتل 88 موظفا لهذه المنظمات. واشار رؤسائها الذين وقعوا الوثيقة ويبلغ عددهم 18 شخصا الى أن المواجهة تستمر خلال 30 يوما ويجب وقفها بشكل فوري. من جهتها اعلنت اونروا انها لا يمكن ان تتصل بمعظم موظفيها في غزة. ومن الممكن شرح ذلك بوقف عمل الاتصال الهاتفي والإنترنت في غزة بسبب الاجراءات الاسرائيلية.
اما وضع الصحفيين في غزة وإسرائيل فافادت القناة الألمانية بان العسكريين الاسرائيليين اعتقلوا مجموعة مراسليها في الضفة الغربية. واشارت الى ان ذلك حدث خلال محاولة الصحفيين لاجراء التحقيق لعدوان المستوطنين ضد الفلسطينيين. واضافت ان تصرف العسكريين كان عنيفا للغاية وتعتبرها القناة اقتحاما على حرية التعبير. كما من المعروف ان عدد القتلى بين الصحفيين منذ بداية المواجهة تجاوز 40 شخصا. في نفس الوقت تحاول الولايات المتحدة وهي تمثل حليفا قديما لإسرائيل ان تساعد تل أبيب بكل شيء ممكن لكن دون ادانة الطرف الفلسطيني. والان يقوم وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن بزيارة الدول الشرقية. وقد زار تل أبيب حيث التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو. كما زار رام الله لمناقشة الاوضاع الحالية مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. وخلال زيارته إلى العراق اعلن بلينكن اثناء موتمر صحفي ان وقفا انسانيا قد يساهم في افراج المحتجزين بحماس ويبلغ عددهم 240 شخصا. ولا تقتصر مشاركة الولايات المتحدة في هذا الصراع على ذلك. وتفيد وسائل الإعلام بأن مدير وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وليام بيرنز يمكن ان يزور اسرائيل في اقرب وقت لمناقشة استراتيجية مواجهة حماس. كما اعلن ممثل البيت الأبيض أن واشنطن تشارك في المباحثات حول افراج المحتجزين. وشدد على ان عملية المباحثات تجري بشكل بطيء جدا.
وفي حين تدعم معظم الدول الغربية اسرائيل البلدان العربية تقدم المساعدة الإنسانية لغزة. واعلن الملك الأردني عبد الله الثاني ان قوات بلاده الجوية اسقطت المساعدات فوق المنطقة.
صباح اليوم السابع من أكتوبر الجاري اطلقت حركة حماس الاف الصواريخ تجاه اسرائيل واعلنت أنها تبدا عملية طوفان الاقصى ضد الدولة اليهودية. من جانبها أكدت السلطات الاسرائيلية أنها تطلق عملية السيوف الحديدية المعادية للارهاب. وتم تشكيل الحكومة الطارئة لفترة اجراء النزاع مع الفلسطينيين في اسرائيل. وبعد دعوة الاحتياطيين إلى العودة إلى وحداتهم في الجيش اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أن بلاده لا تجري عملية عسكرية بل تشارك في الحرب ضد فلسطين. وحتى الان تسببت المواجهة في مقتل اكثر من 9500 فلسطيني الى جانب اصابة نحو 32000 شخص. اما اسرائيل فتعلن مقتل 1.4 ألف شخص فضلا عن اصابة أكثر من 5 الاف شخص.