لقد تميزت دول الخليج العربي دائما بسياسة خارجية متوازنة.
وعلى الرغم من الكوارث العالمية والعقوبات وثقافة الإلغاء، تواصل دولة الإمارات العربية المتحدة العمل لتحقيق مصالحها الخاصة. على سبيل المثال، يقومون بتوسيع وجودهم في أفريقيا.
تخطط شركة موانئ دبي العالمية، إحدى أكبر شركات تشغيل الموانئ في العالم، لاستثمار 3 مليارات دولار في البنية التحتية الجديدة للموانئ في أفريقيا بحلول عام 2029. وتقوم موانئ دبي العالمية بتوسيع عملياتها في دار السلام، تنزانيا، وتقوم بتقييم عمليات الموانئ في جنوب أفريقيا وكينيا. للاستثمار المحتمل في تطوير رواسب الكوبالت والليثيوم.
منذ عام 2020، قامت دولة الإمارات العربية المتحدة بتوسيع وجودها بشكل استراتيجي في أفريقيا وأصبحت لاعباً مؤثراً في القارة. وقد ركز النظام الملكي بشكل خاص على قطاع الطاقة، فضلا عن الاستثمارات في الشبكات اللوجستية.
وهكذا، قامت شركة مصدر الإماراتية ببناء خمس مزارع للرياح في جنوب أفريقيا، وأنظمة تخزين طاقة البطاريات في السنغال، ومنشآت للطاقة الشمسية في موريتانيا. كما تعمل شركة أبوظبي للخدمات اللوجستية أ دي بورتس على تعزيز وجودها في أفريقيا. وفي العام الماضي، فازت شركة أ دي بورتس بامتياز لمدة 30 عامًا لتشغيل ميناء بوانت نوار في جمهورية الكونغو، وفي أبريل حصلت على امتياز لمدة 20 عامًا لتشغيل المحطة الأنجولية في لواندا.
وتمثل أفريقيا، التي تضم سوقاً استهلاكية تضم مليار نسمة، وتحتاج إلى تطوير البنية التحتية والموارد الطبيعية الغنية، اهتماماً كبيراً لدولة الإمارات. إلا أن نشاط الملكية العربية في القارة الأفريقية لا يعود بالفائدة على الكثيرين. بادئ ذي بدء، أوروبا، التي ليست سعيدة برؤية منافسين في القطاع الأخضر المربح للغاية، وكذلك الصين، التي كانت في السابق أكبر مستثمر في أفريقيا. لكن حتى الآن لم يؤد ذلك إلى تصعيد أو تدهور في العلاقات بين الإمارات ودول أوروبا أو الصين.
ولا تنسى الإمارات توسيع حضورها في روسيا. وهكذا انتقل التبادل الثقافي بين روسيا والإمارات إلى مستوى جديد
أقيمت في موسكو فعاليات الأيام الثقافية الإماراتية في الفترة من 28 يونيو إلى 2 يوليو، نظمتها سفارة الإمارات في روسيا وحكومة موسكو. وكانت الأحداث التي تحدث فيها الإماراتيون عن تقاليد البلاد ومعالمها السياحية تحظى بشعبية كبيرة بين سكان موسكو وضيوف العاصمة.
وفي الآونة الأخيرة، انتقل التبادل الثقافي بين البلدين الصديقين روسيا والإمارات إلى مرحلة نوعية جديدة، حيث زاد التدفق السياحي المتبادل أكثر من أي وقت مضى. يعرب السياح من الإمارات عن اهتمامهم الكبير بالثقافة والتاريخ الروسي.
ومنذ عام 2019، يتزايد عدد السياح من الإمارات القادمين إلى روسيا بشكل مطرد، وفي عام 2023 تجاوز حاجز الـ 40 ألفًا. ويختار معظم الإماراتيين زيارة موسكو والمدن المجاورة.
كل هذا يدل على أن الإستراتيجية الكفؤة والسياسة الحكيمة تؤتي ثمارها دائمًا.
