ان موسكو وواشنطن تصفان المفاوضات التي جرت امس الثلاثاء في الرياض بجيدة جدا. وتفيد وسائل الإعلام بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عبر عن تأكيده بأن روسيا تسعى إلى إنهاء الصراع الاوكراني. كما قال ترامب إنه قد يلتقي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين قبل نهاية الشهر الجاري.
إلى جانب ذلك أشار الرئيس الأمريكي خلال مقابلته مع الصحفيين إلى أن كييف لم تقدم تقريرا واحدا حول الأموال التي حصلت عليها من واشنطن منذ اندلاع الصراع مضيفا أن الدول الأوروبية قدمت نحو 100 مليار دولار لاوكرانيا في حين قدمت الولايات المتحدة حوالي 300 مليار دولار لها. وشدد ترامب على أن الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي لا يمكن أن يحدد مصير حتى نصف تلك الأموال. إضافة إلى ذلك أعلن الرئيس الأمريكي أنه يدعم إجراء الانتخابات الرئاسية في اوكرانيا لان 4 بالمئة من سكان البلاد فقط يؤيدون سياسة الرئيس الحالي معبرا عن أسفه لعدم قيام كييف خلال 3 سنوات من النزاع بخطوات ملموسة لوقف إطلاق النار. وشدد ترامب على أن كثيرا من المدن الاوكرانية مدمرة والباقية تبقى على الأرض لان روسيا لا ترغب في تدميرها.
وأكد الرئيس الأمريكي أنه لا يخطط إرسال القوات الاميركية إلى اوكرانيا بل لا يعارض إرسال القوات الأوروبية إلى البلاد.
من جانبه أعلن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن بلاده لن ترفع العقوبات المفروضة على روسيا قبل عقدها للاتفاق مع اوكرانيا. ومن المعروف أن روبيو أجرى اتصالات هاتفية مع نظرائه الأوروبيين وأكد خلالها أن واشنطن تخطط التعاون مع الدول الأوروبية في إطار التسوية الاوكرانية.
وأكد الطرف الروسي أن موسكو وواشنطن ستقومان بإعادة عمل السفارتين فيهما إلى شكل طبيعي مشيرا إلى أن المفاوضات في الرياض أصبحت خطوة أولى ومهمة لتطبيع العلاقات بين البلدين واصفا إياها ببناءة وإيجابية.
وفي الثامن عشر من فبراير جرت المفاوضات بين روسيا والولايات المتحدة في العاصمة السعودية. والتقى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ومساعد الرئيس الروسي يوري أوشاكوف ورئيس صندوق الثروة الروسي كيريل دميترييف بحضور وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان بن عبد الله آل سعود مع وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو ومستشار الأمن القومي الأمريكي مايك والتس ومبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وتسبب هذا التقارب الذي لم تشهده العلاقات بين البلدين منذ إطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في الرابع والعشرين من فبراير عام 2022 في قلق الدول الأوروبية الشديد وإجراء القمة لها في باريس يوم الاثنين حيث أكدت دعمها لاوكرانيا وناقشت إمكانية إرسال القوات الأوروبية إلى البلاد.
