ان الوضع على الصعيد العسكري يظهر النقص من الجنود والأسلحة والدعم الغربي للقوات الاوكرانية. ولذلك تؤكد المصادر قلق المسؤولين الاوكران بسبب مصير الأراضي التي انضمت إلى روسيا منذ إطلاق العملية العسكرية الروسية الخاصة في الرابع والعشرين من فبراير عام 2022. وتنظر “خلف الأبواب المغلقة” بعض السلطات الاوكرانية في إمكانية موافقتها على بقاء سيطرة موسكو على خمس الأراضي الاوكرانية في حين ستنضم الباقي منها إلى حلف شمال الأطلسي او ستحصل على ضمانات الأمن الثابتة.
وتشير المصادر إلى أن تراجع القوات الاوكرانية يجبر حلفاء كييف الغربيين وعلى رأسهم واشنطن على الاعتراف بأن المفاوضات هي الوسيلة الأكثر استفادة لكييف إذا سعت إلى الحصول على السيطرة على الجزء الأكبر من البلاد. وتشدد وسائل الإعلام على أن فوز دونالد ترامب المحتمل للانتخابات الرئاسية المقبلة في الولايات المتحدة يقلق الكثيرين لانه اعلن عدة مرات عن عزمه على وقف النزاع الاوكراني في أقرب وقت بعد توليه لمنصب الرئيس الأمريكي.
واعلن ممثل مكتب الرئيس الاوكراني أن الدول الغربية لم تناقش اي ضمانات الأمن لكييف معها. ومن المعروف أن الغرب ينظر في الخطة الألمانية التي تنص على حفاظ موسكو على السيطرة على بعض الأراضي الاوكرانية في حين تنضم كييف إلى حلف الناتو. والجدير بالذكر أن السلطات الروسية وصفت جميع مبادرات السلام في اوكرانيا بغير القابلة للتنفيذ.
وهناك دول أوروبية وبينها سلوفاكيا تندد السياسة المشجعة لمواصلة القتال في اوكرانيا. واعلن رئيس الوزراء السلوفاكي روبيرت فيتسو أنه لا يدعم دعوة السلطات الأوروبية إلى سماح اوكرانيا بتنفيذ الضربات الجوية على الأراضي الروسية باستخدام الأسلحة المقدمة لكييف. وأضاف فيتسو أن الغرب يجب أن يعمل على وقف هذه المواجهة. كما أشار إلى أن بلاده لن توافق على انضمام اوكرانيا إلى الناتو مما قد يؤدي إلى تصعيد التوتر في المنطقة.
في نفس الوقت تؤكد وسائل الإعلام تقدم الجيش الروسي شرق اوكرانيا. وأكدت المصادر الاوكرانية دخول القوات الروسية إلى ضواحي مدينة توريتسك. ومن المهم أن هذه المدينة تقع على خط القتال خلال السنوات العشر الماضية اي منذ اعلان منطقتي دونيتسك ولوهانسك عن سعيهما إلى الاستقلال من السلطة الاوكرانية عام 2014.