ان التظاهرات في فرنسا لا تتهدا بل غضب الفرنسيين يزداد. واعلن وزير الداخلية الفرنسي جيرالد دارمانان انه خلال الليلة الماضية تم اعتقال اكثر من 660 شخصا خلال الاشتباكات. واضاف ان الشرطة واجهت “العنف النادر” من جانب المواطنين الفرنسيين. كما اكد دارمانان انه اصدر قرارا لاتخاذ الاجراءات الجازمة لايقاف الاشتباكات.
ومن المعروف ان السلطات الفرنسية تستخدم قوات الشرطة الخاصة والمعدات العسكرية والمروحيات لمواجهة المتظاهرين. فان اكثر من اربعين الف شرطي خرجوا الى شوارع المدن الفرنسية لضمان الامن في البلد. ومن المعروف أيضا أن اكثر من ستة الاف شخص اشترك في التظاهرات في الليلة الماضية. وقام المتظاهرون ومعظمهم الشباب باحراق السيارات وحطم مواقف الحافلات وسلب المحلات. وتم اعلان حظر التجول في بعض الاقاليم الفرنسية.
وصباح اليوم الثلاثين من الشهر الجاري تم اعلان عن الاجتماع الطارئ الذي سيجريه الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون مع مجموعة المسؤولين التي تم تشكيلها لايجاد حل الوضع الراهن. ومن اجل المشاركة في هذا الاجتماع اوقف ماركون زيارته السياسية الى بروكسل. وتجري الاشتباكات الاكثر عنيفة في ضواحي باريس. وتفيد وسائل الإعلام باندلاع حريق كبير في مستودع حافلات النقل العام في مدينة اوبيرفيلييه شمال العاصمة. وجرت المناوشات بين الشباب والشرطة بعد ما يسمى ب”مسيرة بيضاء” وهي التظاهرة التي نظمها اهل نانتير ذكرى للشاب المقتول.
وقد بدات التظاهرات في السابع والعشرين من يونيو الجاري. قاد الشاب المقتول السيارة المستاجرة صباح يوم الثلاثاء. اوقفه حاجز الشرطة الذي افترض مخالفة قوانين السير من جانبه. ورفض الامتثال لنقطة تفتيش مرورية. واعلنت الشرطة الفرنسية في وقت لاحق ان الشاب توفي بسبب اصطدام السيارة بجدار لكن في شبكات التواصل الاجتماعي نشر مقطع فيديو حيث يحاول رجلا الشرطة ايقاف السيارة وبعد ذلك اطلق احدهم النار على السائق. وبعد وقت قصير اصطدمت السيارة بجدار. ولم تتمكن خدمات الاسعاف من انعاش الشاب وتوفي. وتم احتجاز الشرطي بتهمة القتل العمد.
ومنذ ابريل الماضي تجري في فرنسا التظاهرات بسبب اصلاح نظام التقاعد الذي رفع سن التقاعد من 62 الى 64 للرجال والنساء سواء. وتم اجراء مشروع هذا القانون بشكل مسرع. فان مقتل الشاب اثر في غضب فرنسا كثيرا. وقد اصبح الوضع في هذا البلد الأوروبي غير مستقر.