ان العملية العسكرية الخاصة الروسية في أوكرانيا التي بدأت في الرابع والعشرين من فبراير العام الماضي تظهر المواجهة بين روسيا وأوكرانيا التي تستخدم جميع القدرات العسكرية للدول الغربية.
وفي حين لا يظهر الهجوم الاوكراني المضاد الذي تامل له كييف واعلنت عنه الدول الغربية منذ وقت طويل نتائج مفيدة للسلطات الاوكرانية ينفذ الجيش الأوكراني اعمال إرهابية على الاراضي الروسية. وصباح اليوم الثامن من أغسطس الجاري اعلن عمدة مدينة موسكو سيرغي سوبيانين ان القوات المسلحة الاوكرانية حاولت تنفيذ ضربة جوية باستخدام طائرتين مسيرتين. واسقطتهما منظمات الدفاع الجوي فوق اراضي منطقة موسكو. لم يتم اعلان اصابة شخص خلال هذه الضربة. واكدت وزارة الدفاع الروسية هذه المعلومات.
والى جانب مواصلة المواجهة العسكرية يهتم العالم كله بالاوضاع حول المحطة النووية في زاباروجيا. ان بعد انهيار السد في نوفا كاخوفكا اصبح الوضع حول المحطة متوتر لانها استخدمت المياه المقدم من السد لتبريد الوقود. واضافة الى ذلك قامت مجموعة ااخبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية بتفتيش المحطة بسبب المعلومات عن وجود الالغام فيها وحولها. واكدت المجموعة ان المحطة التي يسيطر عليها الجيش الروسي منذ مارس الماضي تعمل بشكل عادي. لكن في التاسع من الشهر الجاري اعلنت وسائل الإعلام الروسية ان القوات المسلحة الروسية في انيرهودار تمكنت من اسقاط طائرة مسيرة متجهة الى المحطة. ومن المعروف انها كانت مخصصة للهجوم.
فان الوضع الإنساني العالمي مرتبط بالنزاع الاوكراني. وبعد نهاية صفقة الحبوب التي تم ابرامها من اجل ضمان الامن الغذائي للدول التي تعتمد على المنتجات الزراعية الروسية والاوكرانية قد يشهد بعض الدول ازمة غذائية. وخرجت روسيا من الصفقة متهمة اوكرانيا باستخدام هذا الاتفاق لتحقيق اهدافها العسكرية. وتواصل موسكو تقديم الحبوب والأسمدة وفقا لاتفاقاتها للدول التي تحتاج اليها مجانا. وتحتول الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة اقناع موسكو في ضرورة استئناف الصفقة دون تحقيق اهداف روسيا.
وخلال الوقت الاخير تزود الدول الغربية حجم المساعدة العسكرية المقدمة الى كييف. واعلن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو خلال كلمته اما جلسة اعضاء وزارته ان مبلغ الانفاقات الغربية الاجلامية الى الاسلحة لاوكرانيا تجاوز 160 مليار دولار. ومنذ ايام اعلنت الحكومة الاميركية عن تقديم حزمة المساعدة الجديدة لكييف.
والسؤال يطرح نفسه: كيف يمكن الغرب ان يتهم روسيا بعدم تشاركتها في مباحثات السلام مع اوكرانيا في حيف يدفع السلطات الاوكرانية الى مواصلة الحرب بجميع الوسائل الممكنة ؟
