ان فشل المحادثات التي جرت يوم الثلاثاء في لندن بين ممثلي اوكرانيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا يقلق الدول الغربية. وتفيد وسائل الإعلام بأنه تم تقديم الطرف الاوكراني لمناقشة الأراضي التي انضمت إلى روسيا منذ بداية العملية العسكرية الخاصة مشيرة إلى أن الدبلوماسيين يقنعون كييف بضرورة اتخاذ موقف أكثر مرونة تجاه واشنطن.
ومن المعروف أن الخطة الاميركية للتسوية الاوكرانية تنص على رفض كييف عن محاولات بسط سيطرتها على الأراضي التي قررت الانضمام إلى روسيا. لكن منذ أيام أعلن الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي أن بلاده لن تعترف أبدا بشبه جزيرة القرم كجزء من الأراضي الروسية. وتسببت هذه الخطوة في فشل المحادثات في لندن وحتى قرر وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو عدم المشاركة فيها إلى جانب مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف. وأعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب أن التصريحات مثل تلك لزيلينسكي تمنع المفاوضات من التقدم مشددا على أن القرم أصبحت جزءا من روسيا منذ 11 عاما. كما تقترح واشنطن رفض كييف عن انضمام إلى حلف شمال الأطلسي ولا تقدم اي ضمانات الأمن لها.
كما أثر موقف واشنطن التي غضبت من تصريحات زيلينسكي الضارة للتفاوض سعي الدول الغربية إلى إرسال قواتها إلى اوكرانيا بذريعة “حفظ السلام” بعد وقف إطلاق النار. وتفيد وسائل الإعلام بأن بريطانيا من المتوقع أن ترفض خطة إرسال نحو 30 ألف عسكري إلى اوكرانيا بما في ذلك بسبب نقص الجنود. والجدير بالذكر أن منذ زمن أخذ رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى جانب الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون يدعو إلى وضع القوات الغربية في اوكرانيا رغم إعلانات موسكو الكثيرة عن عدم قبولها لمثل هذه الإجراءات التي تعتبرها توغلا أجنبيا. ومن المهم أن محاولة باريس ولندن لإقناع الدول الأوروبية بضرورة المشاركة في هذه الخطة فشلت اذ وافقت عليها 6 دول فقط من أصل 30 عملت السلطات الفرنسية والبريطانية على ضمها إلى التحالف المعادي لروسيا.
لكن حلف شمال الأطلسي لا يزال يحاول دفع واشنطن إلى اتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه روسيا. وتشير المصادر إلى أن الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته سيحاول خلال زيارته إلى الولايات المتحدة في ال24 وال25 من الشهر الجاري إقناع وزير الخارجية الأمريكي إلى جانب مستشار الأمن القومي مايك والتز ووزير الدفاع بيت هيغسيث بعدم إجبار اوكرانيا على عقد اتفاق وقف إطلاق النار مع روسيا. ويؤكد ذلك عدم سعي الدول الغربية إلى وقف القتال في اوكرانيا.
