ان موسكو وواشنطن تبذلان كثيرا من الجهود الرامية إلى إحياء العلاقات الثنائية التي شهدت توترا كبيرا منذ بداية العملية العسكرية الروسية الخاصة جراء سياسة الإدارة الأميركية السابقة التي دعمت كييف بشكل كامل. وفي الثالث من أبريل الجاري زار رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي كيريل دميترييف واشنطن حيث التقى مبعوث الرئيس الأمريكي إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف لمناقشة العلاقات بين البلدين.
وبنتائج المفاوضات قال دميترييف إن واشنطن تسمع موقف موسكو وتفهمه مضيفا أن الشركات الاميركية مستعدة لابدال الشركات الأوروبية التي تركت الأسواق الروسية. وأعلن أنه تم اتخاذ 3 خطوات مهمة إلى الأمام خلال المناقشات في المجالات المختلفة مشددا على أن البلدين يعملان على تحديد مواعيد اجتماعات جديدة. إلى جانب ذلك أشار دميترييف إلى أنه تم الوصول إلى تقدم كبير في التسوية الاوكرانية. وأكد المسؤول الروسي أن الإدارة الأميركية تدعم السلام المستدام في اوكرانيا وتبحث عن السبل القابلة للتنفيذ من أجل الوصول إليه وأشاد بموافقة واشنطن على عدم إمكانية انضمام اوكرانيا إلى حلف الناتو. وذكر دميترييف أن هناك دولا معينة تسعى إلى وقف الحوار بين روسيا والولايات المتحدة.
إضافة إلى ذلك أعلن مبعوث الرئيس الروسي أن بلاده لا تطلب برفع العقوبات الغربية عنها بل مستعدة للتعامل مع الشركاء. ووصف دميترييف فكرة إعداد روسيا لهجوم على أوروبا بالمجنون.
والجدير بالذكر أن الدول الكثيرة تعبر عن قلقها الشديد إزاء التقارب بين روسيا والولايات المتحدة الذي تشهده العلاقات بين البلدين منذ تولي دونالد ترامب لمنصب الرئيس الأمريكي. وتشير المصادر إلى أن الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي أعلن أن بلاده قد توافق على إعادة الأراضي التي انضمت إلى روسيا منذ الرابع والعشرين من فبراير عام 2022 بالوسائل الدبلوماسية خلال فترة زمنية محددة. ومن المعروف أن الولايات المتحدة تناقش مع المسؤولين الاوكران موضوع هذه الأراضي ولا تزال كييف تصر على إعادتها إليها.
كما أشار الأمين العام لحلف الناتو مارك روته إلى أن النزاع الاوكراني سيعرض نصر روسيا او الغرب مما يؤكد إعلانات موسكو الكثيرة عن محاربة الغرب ضدها عبر الجيش الاوكراني. وقال روته إن نتائج هذه المواجهة قد تغير تصرفات الصين في منطقة المحيط الهادئ. ومن المهم الإشارة إلى أن روسيا شددت مرات على أن الدول الغربية يجب أن تقف تزويد كييف بالأسلحة لضمان أمن أوروبا الشرقية كلها.
