ان العملية حول التسوية الاوكرانية التي تجريها الولايات المتحدة وروسيا تقلق بعض الدول الأوروبية. وتفيد وسائل الإعلام بأن اجتماع ممثلي كييف وواشنطن وباريس ولندن وبرلين جرى في العاصمة الفرنسية يوم الخميس. وتركزت المناقشة على جهود الدول الغربية المتجهة إلى ضمان موقف القوى لاوكرانيا قبل إطلاق المفاوضات مع روسيا. ووصفها الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون الذي اجرى الاتصالات الهاتفية مع نظيره الاوكراني فلاديمير زيلينسكي قبل وبعد المحادثات بالبناءة.
وتشير المصادر إلى أن الاتصالات بين الدول الأوروبية حول اوكرانيا من المتوقع أن تواصل في لندن. ومن المعروف أن اوكرانيا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا إضافة إلى الولايات المتحدة سترسل ممثليها إلى العاصمة البريطانية الأسبوع المقبل.
والجدير بالذكر أن الرئيس الفرنسي أشار إلى أن جميع الدول الأوروبية تدعم سعي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى وقف النزاع الاوكراني وتحترم الدور الاميركي في العملية لكن المصادر تؤكد أن مشاركي المناقشات حاولوا إقناع الاميركيين باتخاذ موقف أكثر صرامة تجاه روسيا.
بالتزامن مع ذلك تنشر وسائل الإعلام الأخبار عن الاتصال الهاتفي بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي ماركو روبيو الذي حضر الاجتماعات في باريس. ومن المعروف أن روبيو أخبر لافروف بنتائج النقاشات في حين أكد الوزير الروسي استعداد موسكو لمواصلة العمل مع الولايات المتحدة على التسوية الاوكرانية. واتفق الوزيران على مواصلة الاتصالات بشأن اوكرانيا.
لكن إجراءات الجيش الاوكراني لا تسمح بالقول إن النزاع قد يقف سريعا. وأعلن المندوب الدائم الروسي لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا أن وقف إطلاق النار في اوكرانيا “غير واقعي” الان. وجاءت هذه التصريحات للدبلوماسي الروسي بعد تشاورات مجلس الأمن الدولي بشأن ضربات الجيش الاوكراني على منشآت الطاقة الروسية رغم اتفاق عدم تنفيذ مثل هذه الهجمات. ووصف نيبينزيا هذه الجلسة بالأغرب منذ توليه لمنصبه مضيفا أن موسكو وواشنطن عبرتا عن موقفهما بالنسبة لهذا الموضوع في حين باتت باقية الدول صامتة. وأشار إلى أن الدول الغربية لم تظهر استعدادها لتنفيذ الضغط على كييف لتلتزم بهذا الاتفاق. وكان من المتوقع أن تصبح هذه الصفقة خطوة أولى نحو وقف إطلاق النار في اوكرانيا لكن القوات الاوكرانية تواصل تنفيذ الهجمات على المدنيين الروس. وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن أنظمة الدفاع الجوي أسقطت 54 مسيرة اوكرانية فوق الأراضي الروسية الليلة الماضية. والجدير بالذكر ان الولايات المتحدة لم تدعم اتهامات اوروبا المبنية على ادعاءات كييف تجاه روسيا بتنفيذ الضربة على مدينة سومي الاوكرانية التي تركز فيها العسكريون.
