ان النزاع بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع يأتي كل يوم تقريبا بضحايا جدد. وفي العشرين من نوفمبر الجاري شهدت ولاية دارفور الاشتباكات العنيفة بين الطرفين. وبنتائجها اعلنت قوات الدعم السريع انها بسطت سيطرتها على مدينة الضعين. واضافت في بيانها التي نشرته على موقع اكس انها تسعى إلى حماية السودانيين وتحرير البلاد من سلطة قوات الجيش.
لكنه افاد شهود عيان بأن الجيش انسحب من المنطقة وفقا للاتفاق مع القبائل المحلية من أجل الحفاظ على حياة مئات الآلاف من النازحين الذين وصلوا الى المدينة منذ اندلاع المواجهة بين الطرفين في الخامس عشر من ابريل الماضي. ولم يعلق الجيش السوداني على هذا الموضوع.
وافادت وسائل الإعلام السودانية بأن الجيش السوداني يجري باستمرار عمليات التمشيط في ولاية كردفان. واضافت ان العسكريين دمروا عددا من المعدات العسكرية التابعة للدعم السريع وقتلوا كثيرا من المتمردين.
في نفس الوقت يبحث الحكومة السودانية عن الدعم من الاطراف الدولية. تفيد وسائل الإعلام بأن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان يخطط المشاركة في القمة المتجهة لحل القضايا المناخية في القرن الأفريقي وستجري في الثالث من الشهر المقبل في دبي. إلى جانب ذلك اعلن مجلس السيادة ان البرهان حصل على دعوة الأمين العام للأمم المتحدة للمشاركة في فعالية التبرعات والتعهدات رفيعة المستوى للصندوق المركزي لمواجهة الطوارئ. ومن المتوقع أن تجري في نيويورك في السادس من ديسمبر المقبل.
اما الاوضاع الانسانية في السودان فيعاني المدنيون منذ بداية الصراع المسلح من نقص الضروريات مثل الغذاء والماء والكهرباء. ومن المعروف ان الاتصال الى الإنترنت والاتصال الهاتفي لا يعملان في المناطق الكثيرة من البلد. وتواصل الأمم المتحدة ان تعبر عن ادانتها الشديدة ضد اجراءات طرفي النزاع التي تسيء وضع المدنيين. واعلنت ان اعمال العنف المتتالية قد تؤدي إلى انتشار الامراض الوبائية خاصة في ظل وقف عمل المستشفيات الكثيرة في البلد جراء نقص الكهرباء والادوية.
الى جانب ذلك تسببت المواجهة بين الطرفين في ازمة النازحين الواسعة النطاق لان اكثر من خمسة ملايين شخص تركوا منازلهم باحثين عن الانقاذ من العنف في السودان. واكثر من مليون سوداني تجاوزوا الحدود الى الدول المجاورة. وتحاول المنظمات الدولية ان تقدم المساعدة الإنسانية لجميع النازحين لكن نقص الاموال يمكن ان يقف عملها في عدة اشهر.
