ان المشهد الاسرائيلي الداخلي يعرض مواصلة التناقضات الشديدة بين الساسة حتى في ظل استمرار الحرب على غزة وإطلاق العملية العسكرية في لبنان. وتشير وسائل الإعلام إلى أن المواطنين الاسرائيليين أجروا يوم الثلاثاء التظاهرة في القدس الغربية واغلقوا الطريق المؤدي إلى مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. وطالبوا بعقد صفقة تبادل الأسرى مع حماس. ومن المعروف أن الشرطة اعتقلت 7 من المحتجين.
وفي سياق آخر تؤكد وسائل الإعلام حول العالم أن اسرائيل فشلت في تحقيق أهدافها في قطاع غزة بعد عام كامل من الحرب. وتشير إلى أن حركة المقاومة الإسلامية أثبتت قدراتها على تنفيذ الهجمات على اسرائيل حتى بعد تدمير الجزء الأكبر من غزة. ويفقد المجتمع الاسرائيلي الذي نسى انقساماته بعد هجوم حماس في السابع من أكتوبر الماضي الشعور بالوحدة.
في نفس الوقت تواصل تل أبيب الاعتماد على الدعم الاميركي. وتفيد وسائل الإعلام بأن نتنياهو من المتوقع أن يجري اتصالا هاتفيا مع الرئيس الأمريكي جو بايدن اليوم لمناقشة الوضع في الشرق الأوسط وخصوصا رد الدولة اليهودية على الهجوم الصاروخي الإيراني المنفذ في الأول من الشهر الجاري. ومن المعروف أن رئيس الوزراء الإسرائيلي أجرى التشاورات مع وزرائه حول سبل وموعد ووسائل تنفيذ الهجوم على إيران. واعلن بعض المسؤولين الاسرائيليين الذين لم يتم الكشف عن أسمائهم ان الرد الاسرائيلي سيكون بنطاق كبير وقد يتكون من الهجمات الجوية على المنشآت العسكرية الإيرانية والعمليات السرية مثل التي تسببت في اغتيال زعيم حماس إسماعيل هنية في الصيف الماضي. كما تنظر تل أبيب في إمكانية تحقيق الضربات على المنشآت النفطية في إيران لكن واشنطن تعارض هذه الإجراءات بشدة. ولذلك من المتوقع أن يتأكد بايدن أن خطط اسرائيل تناسب الأوضاع الحالية في المنطقة.
لكن التناقضات الداخلية تؤثر حتى في العلاقات بين اسرائيل والولايات المتحدة. وتشير المصادر إلى أن رئيس الوزراء الإسرائيلي منع وزير الدفاع يواف غالانت من الزيارة إلى الولايات المتحدة رغم أنه تم تخطيطها منذ زمن. وأصر نتنياهو على ضرورة إجراء اتصاله بالرئيس الأمريكي قبل ذلك. وأكدت وزارة الدفاع الأمريكية هذه المعلومات.
في الأول من أكتوبر الجاري أطلقت القوات الإيرانية أكثر من 180 صاروخا على اسرائيل ردا على اغتيال الأمين العام لحزب الله اللبناني حسن نصر الله. وتزامنت هذه العملية العسكرية مع إطلاق الهجوم البري الاسرائيلي على الأراضي اللبنانية.