ان الدول الكثيرة تبذل جهودها من أجل حل النزاع بين الاسرائيليين والفلسطينيين. لكن وجهات النظر تجاه هذا الموضوع تختلف. وفي الاول والثلاثين من اكتوبر الجاري عبرت إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن عن ادانتها لاقتراح الجمهوريين الذين قدموا للكونغرس الأمريكي مشروع تمويل اسرائيل منفصلة من اوكرانيا. وقالت المتحدثة الرسمية باسم البيت الأبيض كارين جان بيير ان هذا المشروع يمثل “تسييس مصالح الامن القومي” للولايات المتحدة. واشارت إلى أن “الالعاب السياسية” يمكن ان تقوض الامن الاميركي وتهدد مصادر تمويل الامن الاسرائيلي.
وفي وقت سابق اعلن البيت الأبيض ان الرئيس الأمريكي جو بايدن وجه الى الكونغرس طلبا بتقديم اكثر من 100 مليار دولار لتمويل “الحلفاء الاستراتيجيين” لواشنطن وبينهم اوكرانيا وإسرائيل وتايوان.
ووافق الكونغرس الأمريكي على تقديم 14 مليار دولار لإسرائيل. ومن المتوقع انفاق هذه الاموال لتعزيز نظام الدفاع الجوي “القبة الحديدية” الى جانب ابتداع الاسلحة الهجومية. ومن اجل الحصول على تلك الاموال غير الكونغرس برنامج تمويل المشاريع الاميركية المتجهة الى تطيور مجال الصحة والمجال البيئي.
واشار منسق البيت الأبيض للاتصالات الاستراتيجية جون كيربي ان خلال الاتصال الهاتفي مع الرئيس الأمريكي جو بايدن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو اكد ان تل أبيب ستبذل جهودها من اجل ضمان تقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين في غزة. وشدد على أن واشنطن لا تدعم وقف إطلاق النار في قطاع غزة لان الجهة الوحيدة التي يمكن ان تستخدم هذا الوضع لصالحها هي حماس.
لكن هناك الدول الاوروبية التي تدين اجراءات اسرائيل في غزة. وفي الاول والثلاثين من الشهر الجاري اعلن وزير الخارجية النورويجي اسبن بارث ايدي ان اوسلو تصر على ضرورة التفريق بين تنفيذ الضربات الجوية على مقاتلي حماس وارتكاب الجرائم ضد المدنيين. واضاف أن اسرائيل يجب أن تحترم حقوق الإنسان والقانون الدولي خلال عملياتها العسكرية. كما اشار إلى أن الاوضاع الانسانية في غزة تثير قلق الكثيرين.
في نفس الوقت اعلنت السلطات المصرية انها ليست مستعدة لقبول النازحين من غزة على اراضيها. واكد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي ان القاهرة تعارض محاولات تنفيذ الضغط عليها لتقبل حوالي 2.3 مليون فلسطيني على اراضي شبه جزيرة سيناء. وفي وقت سابق اعلنت وسائل الإعلام أن الاستخبارات الاسرائيلية خططت اسكان النازحين الفلسطينيين في تلك المنطقة.
صباح اليوم السابع من أكتوبر الجاري اطلقت حركة حماس الاف الصواريخ تجاه اسرائيل واعلنت أنها تبدا عملية طوفان الاقصى ضد الدولة اليهودية. من جانبها أكدت السلطات الاسرائيلية أنها تطلق عملية السيوف الحديدية المعادية للارهاب. وتم تشكيل الحكومة الطارئة لفترة اجراء النزاع مع الفلسطينيين في اسرائيل. وبعد دعوة الاحتياطيين إلى العودة إلى وحداتهم في الجيش اعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو أن بلاده لا تجري عملية عسكرية بل تشارك في الحرب ضد فلسطين. وحتى الان تسببت المواجهة في مقتل اكثر من 8000 فلسطيني الى جانب اصابة نحو 17000 شخص. اما اسرائيل فتعلن مقتل 1.3 ألف شخص فضلا عن اصابة أكثر من 5 الاف شخص.