ان المفاوضات بين إسرائيل وحماس لا تزال تجري بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة. لكن من المستحيل الافتراض أنها تقترب من عقد الصفقة رغم اعلانات الأطراف المعنية الكثيرة. وأكدت وسائل الإعلام نقلا عن مصدر قريب من عملية التفاوض أن الحركة الفلسطينية رفضت المقترح الأخير الذي قدمت به تل أبيب الأسبوع الجاري.
ومن المعروف أن السلطات الاسرائيلية لم تعبر عن استعدادها لتنفيذ اثنين من مطالب حماس الأساسية وهما يتركزان على سماح الفلسطينيين بالعودة إلى شمال قطاع غزة بشكل حر وانسحاب الجيش الإسرائيلي من المنطقة. وأضاف المصدر أن اسرائيل تصر على عملية التفتيش لجميع المتجهين إلى المناطق الشمالية من غزة وعدم انسحاب قوات الاحتلال من وسط القطاع.
كما تشير وسائل الإعلام إلى أن مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية وليام بيرنز إلى جانب رئيس الاستخبارات الإسرائيلية دافيد برنياع ورئيس جهاز الأمن العام الاسرائيلي رونين بار وصل إلى القاهرة للمشاركة في الجولة الجديدة من المفاوضات. ومن المتوقع أن تتركز المناقشة حول وقف القتال وإفراج المحتجزين الاسرائيليين ويعتبرهما المسؤولين الاميركيين وسيلة وحيدة للوصول إلى وقف إطلاق النار المؤقت الذي يعمل على تحقيقه الطرف الاميركي. وتؤكد مصادر أن موقف الرئيس الأمريكي جو بايدن بالنسبة لإطلاق سراح المحتجزين كالجزء الأساسي من الصفقة لم يتغير.
لكنه من الملحوظ أن العلاقات بين واشنطن وتل أبيب أصبحت متوترة للغاية في الوقت الأخير على خلفية هجمات جيش الاحتلال على المدنيين في غزة. وتفيد وسائل الإعلام بأن جو بايدن وضع الإنذار النهائي أمام رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال الاتصال الهاتفي يوم الخميس. وشدد الرئيس الأمريكي على أن اسرائيل يجب أن تغير سياستها في غزة لمواصلة الحصول على المساعدة العسكرية من الولايات المتحدة.
وتواجه سلطات اسرائيل موجة الإدانة الدولية بعد الضربة الجوية التي نفذتها قواتها العسكرية منذ أيام على سيارة منظمة المطبخ المركزي العالمي في مدينة دير البلح مما أسفر عن مقتل سبعة أشخاص وكلهم مدنيون. وحتى واشنطن وهي الحليف القديم لتل أبيب تعبر عن عدم موافقتها مع الاجراءات العدوانية المنفذة في المنطقة. وقدمت مجموعة من المسؤولين الاميركيين رسالة مفتوحة إلى الرئيس بايدن ووزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن. وتنص الوثيقة على أن واشنطن يجب أن تقف تقديم الاسلحة التي من الممكن استخدامها لتنفيذ الهجمات على المدنيين لاسرائيل. ويطلب موقعو الرسالة بضمان توقف حصول تل أبيب على الأسلحة الاميركية على ضمان الجيش الإسرائيلي لامن المدنيين في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية لهم والالتزام بالقوانين الدولية. كما يصر المسؤولون الأمريكيون على ضرورة مواصلة التحقيق للضربة الاسرائيلية وتحقيق العقاب للمسؤولين عنها.