ان السلطات السورية الجديدة تحاول تطبيع التعاون مع المنظمات الدولية وعلى رأسها الأمم المتحدة. وتفيد وسائل الإعلام بأن أحمد الشرع وهو زعيم الإدارة السورية الجديدة التقى في دمشق مع المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا غير بيدرسون. وشدد خلال اللقاء على سعي السلطات إلى العمل على وحدة أراضي سوريا وإعادة إعمار البلاد إلى جانب إعادة النازحين واللاجئين. كما ناقش الطرفان ضرورة إعادة النظر في قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 لانه لا يناسب الأوضاع الحالية.
ومن المعروف أن عدة دول تعمل على استئناف العلاقات الدبلوماسية مع دمشق. وتشير المصادر إلى أن السفارة السورية في واشنطن ستفتح أبوابها اليوم الاثنين في حين قررت باريس إرسال أربعة دبلوماسيين إلى سوريا لأول مرة منذ أكثر من 10 عاما.
في نفس الوقت تواصل القوات الإسرائيلية شن الضربات الجوية على الأراضي السورية. وتفيد وسائل الإعلام بأن صباح الاثنين الطيران الحربي الإسرائيلي شن الغارات على طرطوس واللاذقية غرب سوريا. فضلا عن ذلك تم استهداف بعض المنشآت في حماة وحمص. ولم يعلق الجيش الإسرائيلي على هذه الأخبار بعد.
إضافة إلى ذلك تشير وسائل الإعلام الاسرائيلية إلى أن تل أبيب تخطط توسيع الاستيطان في مرتفعات الجولان المحتلة. وتعلن السلطات الاسرائيلية أن هذه الإجراءات ستعزز الدولة اليهودية خاصة في الظروف الراهنة. وأكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن الاسرائيليين سيقومون بالاستيطان المتجه إلى ازدهار المنطقة. ومن المفترض أن اسرائيل قد تزيد عدد المستوطنات مرتين.
كما أشار نتنياهو يوم الأحد إلى أن اسرائيل لا تسعى إلى المواجهة مع سوريا مضيفا أن الدولة اليهودية ستبني سياستها تجاه هذه البلاد وفقا للأوضاع على الأرض. وذكر رئيس الوزراء الإسرائيلي أن دمشق كان عدوا لتل أبيب خلال العقود الأخيرة. واتهم النظام السوري السابق بسماح القوى المختلفة بتنفيذ الهجمات على الأراضي الاسرائيلية من سوريا ومساعدة إيران في تقديم الأسلحة لحزب الله اللبناني. واعلن أن جيش بلاده قام بالإجراءات المناسبة لضمان أمن اسرائيل ومنع المجموعات المسلحة من بسط سيطرتها على المنشآت العسكرية السورية او التقدم في المنطقة الحدودية.
من جانبها أعلنت السلطات السورية أن اسرائيل تستخدم الذرائع الضعيفة لتبرير إجراءاتها في المنطقة مما يؤدي إلى تصعيد التوتر داعية المجتمع الدولي إلى التدخل من أجل الحفاظ على السيادة السورية. كما شددت على أن سوريا ليست مستعدة لإطلاق حرب جديدة الان وتسعى إلى ضمان الاستقرار.
وفي الثامن من الشهر الجاري سيطرت المعارضة السورية على دمشق مما تسبب في سقوط نظام الرئيس السوري السابق بشار الأسد الذي استقال وغادر البلاد. ومنذ ذلك الوقت تشن اسرائيل الغارات الجوية على الأراضي السورية بذريعة تدمير المنشآت العسكرية للنظام السابق وضمان الأمن لها. كما تتقدم قواتها في المنطقة العازلة بين البلدين لان تل أبيب أعلنت أنها تعتبر الاتفاقات السابقة بينها وسوريا غير عاملة.