ان الوضع مع انتشار وباء الكوليرا في السودان يبدو كارثيا. وتفيد وسائل الإعلام بأن وزارة الصحة السودانية أكدت تسجيل أكثر من 30 ألف إصابة بهذا المرض و887 حالة وفاة منه منذ أغسطس الماضي. وينص بيان الوزارة على أن الولايات التي تنتشر فيها الكوليرا بشكل سريع هي القضارف وكسلا والبحر.
ورغم الأوضاع الإنسانية الكارثية في البلاد تستمر المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع. وأفادت وسائل الإعلام بأن الحكومة السودانية التي يدعمها الجيش قدمت شكوى لدى اللجنة الإفريقية لحقوق الإنسان والشعوب ضد تشاد واتهمتها بتزويد المتمردين بالأسلحة وطالب السودان تعويضا عن هذه السياسة المتجهة إلى هز الأمن في البلاد. وبذلك تشارك تشاد في الجرائم الهائلة التي ترتكبها قوات الدعم السريع باستمرار. والجدير بالذكر أن تشاد نفت اتهامات السودان السابقة معلنة أنها لا تشارك في الحرب الأهلية في الدولة المجاورة.
من جانبه اعلن المبعوث الأمريكي الخاص إلى السودان توم بيرييلو أن هناك أدلة على أن الدول الأجنبية ترسل الأسلحة والمقاتلين إلى البلاد مشددا على أن الانتهاكات المروعة التي تشهدها البلاد تؤدي إلى تقييد “التوثيق والتحقق لتحميل الفاعلين المسؤولية”. وتحاول الولايات المتحدة أن تشارك في وقف الأزمة السودانية عن طريق فرض العقوبات على كل من تعتبره مسؤولا عن تدهور الاستقرار في البلاد.
كما تبحث الحكومة السودانية في الحصول على الدعم من القوى الأجنبية. وتفيد وسائل الإعلام المحلية بأن قائد الجيش الفريق عبد الفتاح البرهان سيتجه إلى أذربيجان الأسبوع القادم للمشاركة في قمة المناخ “كوب 29” ومن المتوقع أن يناقش الأوضاع البيئية في بلاده مع مشاركي القمة الآخرين لان الحرب التي تدور في السودان منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 تسببت في أضرار جسيمة حتى للطبيعة في البلاد.
ووفقا للتقارير الأممية تسببت الاشتباكات بين الطرفين في السودان في مقتل أكثر من 20 ألف شخص وأزمة النازحين العميقة لان أكثر من 11 مليون سوداني تركوا منازلهم باحثين عن الانقاذ من مخاطر الحرب. كما يعاني الشعب السوداني من المجاعة الشديدة جراء نقص الغذاء وعدم قدرة المنظمات الإنسانية الدولية على تقديم الحجم المطلوب من المساعدات إلى البلاد إزاء استمرار المعارك.