ان المعارك بين طرفي النزاع السوداني لا تزال جارية بشكل عنيف مما يزيد معاناة السودانيين. وتفيد وسائل الإعلام بأن قوات الدعم السريع جددت القصف الجوي على مخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور يوم الأربعاء بعد هدوء نسبي خلال نحو 24 ساعة. واعلنت منظمة أطباء بلا حدود أن المجزرة تسببت في مقتل وإصابة المدنيين مشددة على أن المخيم يأوي نصف مليون سوداني على الأقل.
كما تشير المصادر المحلية إلى أن الدعم السريع تقاتل مع الجيش في المنطقة بشكل عنيف وتسبب ذلك في نزوح الفي شخص على الأقل. وفي وقت سابق أكدت المنظمات الإنسانية أن النازحين في المخيم يعانون من المجاعة الشديدة التي أسفرت عنها الحرب الدائرة في البلاد منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 ووصفت هذه المنطقة بالأكثر تعرضا للجوع في العالم. ويعمل الناشطون منذ أغسطس الماضي على تقديم المساعدات المطلوبة إلى دارفور لكن الإمدادات تتعطل باستمرار بسبب مواصلة المعارك بين الطرفين. واعلن برنامج الأغذية العالمي أن الهجمات المتكررة على القوافل تثير قلقا شديدا بشأن سلامة المدنيين في المخيم وموظفي المنظمات الإنسانية على الأرض.
وأكدت المصادر الطبية السودانية أن الجرائم التي ارتكبتها قوات الدعم السريع في مدينة الفاشر أسفرت عن مقتل 21 شخصا وإصابة 13 آخرين واصفة هذه أعمال العنف بالجريمة الوحشية ومتهمة المتمردين بارتكاب الانتهاكات المستمرة ضد حقوق الإنسان. ودعت المجتمع الدولي إلى اتخاذ موقف حازم تجاه هذه الجرائم التي اعلنت أنها الإبادة الجماعية وحماية المدنيين في السودان مشددة على ضرورة إعادة العدالة والمحاسبة إلى البلاد.
كما تشير المصادر المحلية إلى أن الجيش السوداني يتقدم جنوب ولاية الجزيرة. ومن المعروف أن القوات المسلحة تمكنت من إجبار المليشيات على التراجع شمال مدينة الحاج عبد الله بعد المعارك الشرسة.
وتؤكد التقارير الأممية أن الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تسببت في أسوأ أزمة الجوع في العالم. وتمزق الحرب عمل المنظمات الدولية التي تحاول أن تقدم المساعدات الإنسانية إلى المدنيين الذين يحتاجون إليها كثيرا. وتشير تقارير برنامج الأغذية العالمي إلى أن المنظمة تعاني من نقص الأموال لاستجابة مطالب الشعب السوداني ودعت المانحين إلى زيادة حجم مساعدتهم.
