ان طرفي النزاع في السودان وصلا نهائيا إلى قرار بشأن ضرورة إطلاق المفاوضات. واعلن وزير الخارجية السوداني علي الصادق علي يوم الثلاثاء أن قائد الجيش السوداني الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان وافق على اجراء المفاوضات غير المباشرة مع الدعم السريع بوساطة ليبيا وتركيا.
ويشير ذلك إلى تغير موقف البرهان الذي اصر في وقت سابق على سعيه إلى مواصلة القتال حتى القضاء الكامل على المتمردين. وأكدت السلطات السودانية التزامها بحل سلمي للأزمة التي تدور في البلاد منذ الخامس عشر من ابريل عام 2023. ومن الممكن الافتراض أن الوفد الليبي الذي استقبله قائد الجيش السوداني في بورتسودان منذ يومين تمكن من إقناعه بقبول مبادرة الدبيبة. كما أكدت السلطات أنه من الضروري وصول إلى الاتفاق من أجل استئناف عمل منصة جدة.
إلى جانب ذلك اعلن علي الصادق علي أن القوات المسلحة السودانية تخطط إطلاق عملية تحرير الخرطوم من عناصر الدعم السريع في أقرب وقت. أشار إلى أن الجيش يدفع المتمردين من مدينة ام درمان ولا يزالون يسيطرون على عدة أحياء فقط. وعبر عن أمله لإعادة السفارات الأجنبية إلى العاصمة. وأكد أن الحكومة ستقوم بإعادة إعمار المباني المدمرة أثناء الحرب عندما الوضع الأمني في الخرطوم سيسمح ذلك. وقال الوزير السوداني إنه من الممكن أن يحدث ذلك قبل نهاية العام الجاري وحتى قبل الصيف.
وتفيد وسائل الإعلام بأن المعارك تركت بعض مناطق الخرطوم. وتؤكد السلطات المحلية أنه تم نقل المصابين جراء الاشتباكات إلى المستشفيات التي لا تزال تعمل في العاصمة. وأشارت إلى نقص الأدوية الشديد الذي يزيده ارتفاع الأسعار في الأسواق الداخلية السودانية. لكنه من المستحيل وصف هذه الهدنة بالثابتة.
وتنفي السلطات السودانية إلى جانب طهران الأخبار التي نشرتها صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية منذ أيام بشأن اتفاق الطرفين لإقامة قاعدة عسكرية إيرانية على البحر الأحمر مقابل تقديم سفينة حربية للسودان. واعلن المتحدث باسم الجيش السوداني العميد نبيل عبد الله أن المصدر الذي استندت عليه الصحيفة ليس شخصا مقربا من السلطات السودانية تماما. ومن جانبها أكدت وزارة الخارجية الإيرانية في البيان الذي تم إصداره يوم الاثنين ان هذه المعلومات ادعاءات لا أساس لها.
