ان قوات الدعم السريع تواصل تقصف مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور. وتفيد وسائل الإعلام بأن الغارات الجوية للمليشيات على المدينة تسببت يوم الأربعاء في مقتل 10 أشخاص وإصابة 20 آخرين على الأقل.
وأعلنت “تنسيقية لجان المقاومة – الفاشر” وتضم جميع التنسيقيات التطوعية في المدينة ان المتمردين يشنون الضربات على المستشفى السعودي أيضا. ولم يحدث ذلك لأول مرة اذ تقوم قوات الدعم السريع بقصف المنشآت الطبية في الفاشر بانتظام مما يزيد معاناة المدنيين فيها. كما يواصل الدعم السريع قصف مخيم زمزم في المدينة مما أدى إلى وقوع إصابات بين سكانه. إضافة إلى ذلك تفرض المليشيات الحصار على المدينة ويتسبب ذلك في الوضع الإنساني الكارثي في الفاشر ومحيطها.
كما يناقش العالم تصريحات القائد العام لقوات الدفاع الشعبية الأوغندية موهوزي كاينيروغابا وهو ابن الرئيس يوري موسفيني الذي هدد ببسط سيطرة قواته على الخرطوم سرعان ما بعد تولي دونالد ترامب لمنصب الرئيس الأمريكي. وردت وزارة الخارجية السودانية بإصدار البيان الذي وصف هذا الخطاب بغير مسؤول. ونص على أن هذه التصريحات تجسد الاستخفاف بالقانون الدولي وأعراف التعامل بين الشعوب الشقيقة والصديقة. وأشار البيان السوداني إلى أن هذه الاجراءات تخترق ميثاق الأمم المتحدة وتخرج على قواعد السلوك الرسمي الأعلى. وأعلنت الوزارة السودانية أن التهديد بالحرب واستباحة سيادة الدولة ليسا موضوعا مناسبا للعبث والبحث عن الأضواء والادهاش. وشدد البيان على أن الحكومة السودانية تطلب بالاعتذار الرسمي من الحكومة الأوغندية والإدانة الشديدة لهذه الأعمال من قبل الاتحاد الأفريقي والمنظمات الإقليمية والدولية.
وتسببت الحرب التي تدور في السودان منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 حتى الآن في مقتل أكثر من 20 ألف شخص وإصابة عشرات الآلاف. ومن الممكن القول إن هذه الأعداد ليست نهائية لانه يتم اتهام طرفي النزاع بارتكاب جرائم الحرب بما في ذلك استخدام مقابر جماعية لدفن الجثث. كما أسفرت المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع عن نزوح أكثر من 10 ملايين شخص من منازلهم. وتدعو المنظمات الإنسانية والدول المختلفة إلى إنهاء الصراع في ظل انتشار الأمراض الوبائية والمجاعة الشديدة واصفة الأوضاع في البلاد بأكبر أزمة إنسانية في العالم.