منذ اسابيع اصبحت الاشتباكات بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع اكثر عنيفة. وفي التاسع عشر من ديسمبر الجاري أعلنت قوات الدعم السريع انها سيطرت على الأجزاء الكاملة من مدينة ود مدني وهي عاصمة ولاية الجزيرة بعد الاشتباكات العنيفة مع قوات الجيش في الأحياء الجنوبية والغربية خلال الليلة الماضية.
وفي نفس اليوم اكدت منظمة الهجرة الدولية أن اكثر من 250 ألف شخص من سكان المدينة تركوا منازلهم لان مقاتلي الدعم السريع يقومون بأعمال النهب والسلب في الأحياء التي تسيطر عليها. ومن المعروف أن المنظمات الدولية تقوم بإجلاء الأطفال من مدني والمدن السودانية الاخرى. وتستضيف المدن الكثيرة النازحين لكن الأوضاع الانسانية تبدو اكثر متدهورة مع مرور الوقت.
وعلى خلفية هذه الأحداث يحاول الجيش السوداني تجذيب اهتمام المجتمع إلى ضرورة توحيد جهود الشعب السوداني لمواجهة القوات المتمردة. وفي التاسع عشر من الشهر الجاري أعلن رئيس تحالف أحزاب وحركات شرق السودان شبيبة اضرار ان على السودانيين الوقوف خلف القوات المسلحة للقضاء على المليشيات المتمردة وإعادة الاستقرار والسلام إلى البلد.
ونشرت قوات الجيش الفيديو لقائدها الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان الذي يزور مدينة ود مدني ليلتقي السكان وجنوده. لكن وسائل الإعلام تشير إلى أنه تم تصوير هذا الفيديو منذ أسبوعين ومن المستحيل ان يكون ذلك خلال اشتباكات الأيام الماضية في ولاية الجزيرة.
وإلى جانب قضايا أخرى كثيرة تسببت المواجهة بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في العواقب الاقتصادية الخطيرة للبلد. وفي التاسع عشر من الشهر الجاري أعلنت وسائل الإعلام المحلية أن بنك الخرطوم اكد ان سعر صرف الدولار الأمريكي يبلغ 830 جنيها سودانيا. من جانبه اعلن بنك ام درمان أن سعر صرف هذه العملة يبلغ 950 جنيها محليا. كما تشير وسائل الإعلام إلى أن سعر صرف الدولار الأمريكي في السوق السوداء السودانية يبلغ 1075 جنيها سودانيا. وفي الأيام الأخيرة من السنة الجارية يحاول الخبراء تقديم التقرير حول تاثير الحرب الدائرة في السودان على اقتصاد البلاد في المستقبل. ويمكن القول إن الشعب السوداني سيواجه تداعيات النزاع الحالي خلال العقود بغض النظر عمن يسيطر على البلد نهائيا.
وعلى خلفية النزاع بين اسرائيل وحماس ومواصلة الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع من الممكن القول إن وضع المدنيين سيصبح أكثر خطورة في العام المقبل.
