ان القوات المسلحة السودانية تتقدم في المناطق المختلفة من البلاد. وتفيد وسائل الإعلام بأن الجيش السوداني تمكن من بسط سيطرته على مدينة الدندر في ولاية سنار جنوب شرق السودان بعد أيام من المعارك باستخدام الأسلحة الثقيلة والمدافع والطيران الحربي في حين تقوم المليشيات المتمردة بالهجمات الانتقامية في القرى الواقعة في ولاية الجزيرة. وتصف المصادر المحلية هذه المواجهة بإحدى من أكبر المعارك في السودان خلال الأشهر الأخيرة مضيفة أن هجمات الدعم السريع تسببت حتى الآن في مقتل 32 مدنيا وسط موجة من النزوح والتهجير القسري.
ومن المعروف أن قائد الجيش السوداني عبد الفتاح البرهان وصل أمس الثلاثاء إلى منطقة البطانة شرق الجزيرة. وخلال زيارته تعهد بتسليح المواطنين في الإقليم لدفع قوات الدعم السريع منها بشكل كامل.
في نفس الوقت تواصل المعارك بين الطرفين في العاصمة السودانية الخرطوم. وتشير المصادر إلى أن اليوم الخميس أعمدة الدخان تتصاعد إلى سماء المدينة بالتزامن مع الانفجارات المتكررة في الأحياء المختلفة منها. وأكدت القوات السودانية المسلحة تقدما في الخرطوم. كما اعلنت السلطات المحلية وفاة 144 شخصا خلال 5 أيام ماضية بسبب انتشار الأمراض إلى جانب وقف عمل المستشفيات ونقص الأدوية الشديد في حين تواصل قوات الدعم السريع أن تقصف مدينة ام درمان.
كما تنشر وسائل الإعلام المعلومات عن ارتكاب قوات الدعم السريع للمجازر الجديدة في السودان. وتم نشر الفيديو الذي يعرض انتشار أعمال الإبادة الجماعية ضد الكبار والصغار في ولايتي سنار والجزيرة وتقوم قوات الدعم السريع بتلك الجرائم.
وأفادت وسائل الإعلام المحلية بأن طفلين توفيا في الخرطوم بسبب سوء التغذية. وبذلك ارتفع عدد الأطفال الذين تلقوا حتفهم بسبب نقص الغذاء إلى 12 شخصا خلال أكتوبر الجاري فقط. ومن المعروف أن التقارير الأممية تؤكد معاناة ملايين من المدنيين في السودان من نقص الأغذية الشديد ولا يمكن المنظمات الإنسانية أن تقدمها إلى البلاد إزاء مواصلة الاشتباكات.
فضلا عن ذلك تؤكد المصادر المحلية أن المعارك بين الجيش والدعم السريع تؤدي أيضا إلى القضايا البيئية. واعلن المجلس الأعلى للبيئة والموارد الطبيعية أن ولاية الخرطوم تتعرض للمخاطر الكيميائية بسبب ضربات مليشيات الدعم السريع على المناطق الصناعية. وأضاف في بيانه أن هذه الولاية تحتاج بشكل خاص إلى الجهود الرامية إلى منع اتساع سلبيات محتملة لهذه الأحداث. ينص البيان على أن الموارد الكيميائية توجد هناك بدرجات متفاوتة وذلك يتطلب التوعية المكثفة على المستوى القومي والولائي والمحلي وعلى مستوى الأفراد.
