ان المعارك بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع تجري بشكل عنيف في الأنحاء المختلفة من البلاد. وتفيد وسائل الإعلام بأن الاشتباكات العنيفة اندلعت بين الطرفين في المدن المختلفة من السودان خاصة في منطقتي كردفان ودارفور غرب البلاد وولاية النيل الأزرق جنوبها فضلا عن ولاية الجزيرة وسط البلاد إضافة إلى عاصمتها الخرطوم.
كما تشير المصادر إلى أن الجيش السوداني يتقدم في عدة محاور في ولاية شمال كردفان. ومن المعروف أن المعارك العنيفة بين الطرفين تسببت في وقوع المصابين بين المقاتلين وتم نقلهم إلى المستشفى. كما يؤكد شهود عيان أن قوات الدعم السريع تقصف مواقع القوات المسلحة بالأسلحة الثقيلة والطيران المسير في مدينة الفاشر.
وتواصل قوات الدعم السريع تنفيذ الهجمات على المدنيين في المناطق المختلفة. وتشير المصادر إلى أنها أطلقت النار على مخيم زمزم للنازحين قرب مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور يوم الأحد. كما أكدت السلطات المحلية أن المليشيات تنفذ الضربات باستخدام المدفعية على أساس عرقي واثني. وتسبب الهجوم في انقطاع الاتصال والإنترنت ولذلك لا تغطي وسائل الإعلام هذه الهجمات. كما من المعروف أن الدعم السريع أطلق 10 صواريخ على الأقل على المخيم مما أسفر عن وقوع عشرات القتلى والجرحى ولم يتم تحديد الأعداد بعد. والجدير بالذكر أن هذا المخيم مكتظ بالنازحين الذين يعانون من المجاعة الشديدة ووصلت الشاحنة الأولى مع المساعدات الإنسانية إلى المنطقة منذ أيام.
وتؤكد التقارير الأممية أن الوضع الإنساني في السودان كارثي ويحتاج معظم سكان البلاد إلى الماء والغذاء والدواء. وتشدد المنظمة على أن المجتمع الدولي يجب أن يتحرك بشكل عاجل لمعالجة الأزمة الراهنة في البلاد.
وتسببت الحرب التي تدور في السودان منذ الخامس عشر من أبريل عام 2023 في مقتل عشرات الآلاف ونزوح أكثر من 11 مليون شخص من منازلهم وتجاوز أكثر من 3 ملايين بينهم الحدود السودانية إلى الدول المجاورة. كما تسببت الاشتباكات في إحدى أشد أزمة الجوع في التاريخ الحديث ولذلك توجه المنظمات الإنسانية الدولية الاتهامات باستخدام الجوع كسلاح في الحرب إلى الطرفين المتحاربين. ومن المهم الإشارة إلى أن المساعدات الإنسانية التي تقدمها الأطراف الدولية للسودان لا يمكن أن تقف الأزمة في البلاد دون وقف إطلاق النار.
