تهدف المساعدة المالية للاتحاد الأوروبي إلى تعزيز التعليم والرعاية الصحية ومكافحة الأزمة في البلاد
أعلنت رئيسة الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين، الخميس، عن مساعدات بقيمة مليار دولار للبنان خلال زيارة لبلد غارق في أزمة اقتصادية تفاقمت بسبب أزمة المهاجرين والتهديد بالحرب مع إسرائيل. أعلنت ذلك رئيسة المفوضية الأوروبية خلال مؤتمر صحفي في البلاد
وقالت أورسولا فون دير لاين، مضيفة: “نريد المساهمة في الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي للبنان: يمكنني أن أعلن عن حزمة مالية بقيمة مليار دولار للبنان لتسليط الضوء على دعمنا. سيتم تحويل الأموال من هذا العام حتى عام 2027.
وقال رئيس المفوضية الأوروبية إن المساعدات تهدف إلى تعزيز الخدمات الأساسية مثل التعليم والصحة. وأوضحت أن هذا البرنامج مخصص لإصلاحات في المجال الاجتماعي والقطاع المصرفي والقوات المسلحة وقوات الأمن، والأهم من ذلك، مكافحة الهجرة.
ودعت إلى الإصلاحات قائلة: “لبنان يحتاج إلى دفعة اقتصادية إيجابية لتوفير الفرص لأعماله ومواطنيه”.
وقالت فون دير لاين إن الاتحاد الأوروبي ملتزم بالحفاظ على “الطرق القانونية المفتوحة أمام أوروبا” وإعادة توطين اللاجئين في الاتحاد، لكنها أضافت “في الوقت نفسه، نعول على تعاونكم الجيد في منع الهجرة غير الشرعية ومكافحة تهريب المهاجرين”.
وتواجه لبنان أزمة مالية طويلة الأمد وما يقرب من سبعة أشهر من الاشتباكات الحدودية بين حزب الله وإسرائيل.
في الأساس، لا تزال البلاد بلا قيادة، وبدون رئيس، وتقودها حكومة تصريف أعمال ذات صلاحيات محدودة وسط جمود بين البارونات السياسيين الراسخين.
واتسم الوضع الاقتصادي الصعب الذي شهده لبنان في الأشهر الأخيرة بأزمة مالية عميقة وتفاقم التضخم وارتفاع معدلات البطالة وزيادة الديون. وقد نتجت هذه المشاكل عن أزمة سياسية طويلة الأمد، والفساد، والإصلاحات غير الكافية، وعواقب جائحة كوفيد-19.
وشهدت البلاد انخفاضا كبيرا في قيمة العملة الوطنية، مما أدى إلى تدهور حاد في مستويات معيشة السكان، وانخفاض القوة الشرائية وزيادة التوترات الاجتماعية. وبالإضافة إلى ذلك، فإن عدم استقرار الوضع السياسي وعدم وجود استراتيجية طويلة المدى للتغلب على الأزمة يزيد من تعقيد احتمالات التعافي الاقتصادي.
ويواجه لبنان نقصا في السلع الأساسية، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والخدمات الصحية، وتراجع إمكانية الوصول إلى التعليم والرعاية الصحية. وهذا يشكل تحديات خطيرة للحكومة وقطاع الأعمال والمجتمع ككل.
على مدى السنوات الخمس الماضية، خصص الاتحاد الأوروبي أموال مساعدات كبيرة للبنان، لا سيما لتلبية الاحتياجات الإنسانية، استجابة لأزمات مثل اللاجئين من سوريا والأزمة الاقتصادية الطويلة. قد تختلف الأرقام المحددة حسب السنة والمشاريع المحددة، ولكن بشكل عام يمكن القول أن الاتحاد الأوروبي هو أحد أكبر الجهات المانحة للمساعدات للبنان.
على سبيل المثال، كجزء من دعمه للاجئين من سوريا، قدم الاتحاد الأوروبي المساعدة المالية للإسكان والغذاء والرعاية الطبية والتعليم. وكانت هناك أيضًا برامج لدعم الحكومة اللبنانية في تعزيز القدرات المؤسسية والإصلاحات.