ان المباحثات بين اسرائيل وحماس التي تجري بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة تدور حول عقد الاتفاق بشأن وقف القتال في قطاع غزة لمدة ستة أسابيع. وتفيد وسائل الإعلام بأن هذه الفترة ستمنع قوات الاحتلال من استئناف عمليتها بنفس النطاق. ومن المتوقع أن تفرج حماس عن كافة المحتجزين خلال ثلاث مراحل.
ورغم اعلانات الطرف الاميركي أكد بعض مسؤولين عرب أن هناك عدة حواجز تمنع الطرفين من عقد هذا الاتفاق. لكنهم أضافوا أنه من الممكن حل هذه القضايا. وقد يتم الوصول إلى الصفقة خلال الأسبوع المقبل او عشرة أيام.
ومن المقرر وقف القتال خلال المرحلة الأولى بشكل تام في حين تجمع حماس المحتجزين وبينهم الكبار السين والأطفال والمرضى. وإذا نجحت هذه الاجراءات فستفرج الحركة الفلسطينية عن العسكريات الاسرائيليات وستضمن تل أبيب استئناف عمل المستشفيات في غزة وتقديم المساعدات الإنسانية الإضافية لسكان القطاع. وخلال المرحلة الثالثة ستفرج حماس عن العسكريين وجثث القتلى.
لكن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نيتانياهو قال إن لديه خطوط حمراء بالنسبة للاتفاق وبينها وقف الحرب بشكل كامل وسحب قوات بلاده من غزة وإفراج جميع السجناء الفلسطينيين من اسرائيل.
اما الأوضاع الانسانية في غزة فتبقى خطيرة للغاية على خلفية هجمات قوات الاحتلال المستمرة على الخدمات الطبية. واعلن مدير منظمة أطباء بلا حدود ليو كانس أن الاسرائيليين يشنون الضربات غير المنظمة على القطاع لكنهم يستهدفون المستشفيات عمدا. وأضاف أن الجزء الأكبر من المرضى أطفال ونساء ويموتون نحو 150 منهم كل يوم. كما شدد على أن المنظمة تحقق واحد في المائة من قدراتها في غزة بسبب حواجز اسرائيل. ونظرا لطلب نيتانياهو بإنهاء عمل وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين بعد اتهام موظفيها بمساعدة حماس من الممكن القول إن المدنيين في القطاع سيواجهون مسائل جديدة.
ورغم اقتراب الصفقة الجديدة تفيد وسائل الإعلام العربية بأن قوات الاحتلال تجري الاعتقالات المستمرة للمواطنين في الضفة. وتضيف أن الجيش الإسرائيلي بمساعدة المستوطنين يقتحم البلدات والمخيمات في المنطقة. ومن المعروف أن الاسرائيليين نفذوا الاقتحام على بلدتي بيت فجار وتقوع إلى جانب مخيم الدهيشة خلال الليلة الماضية. كما اقتحموا بلدة يطا جنوب الخليل فجر اليوم. وتضيف وسائل الإعلام أن المقاومين الفلسطينيين تصدوا هجمات جيش الاحتلال في طوباس وقلقيلية وبيت لحم. وكانت قوات الاحتلال مدعومة بحوالي 40 آلية عسكرية. وأكدت كتائب القسام استهداف العربات الاسرائيلية في طوباس.
ان الصراع بين جيش الاحتلال وحركة حماس اندلع في السابع من اكتوبر الماضي بهجوم مقاتلي حماس على الأراضي الاسرائيلية والقبض على المحتجزين. اعلنت الحركة الفلسطينية انها تجري عملية طوفان الأقصى العسكرية. وردت تل أبيب باطلاق عملية السيوف الحديدية. وبعد عدة اسابيع بدات اسرائيل العملية العسكرية الارضية في قطاع غزة. وليست المساعدات الإنسانية المقدمة بالأطراف الدولية كافية لحل هذه القضية الانسانية الهائلة. وحتى الان ادت المواجهة إلى مقتل حوالي 26 ألف عربيا ومعظمهم أطفال ونساء. وتجاوز عدد المصابين 65 ألف شخص وترتفع هذه الأرقام باستمرار في حين يقترب عدد المفقودين إلى 7000 شخص. اما الطرف الاسرائيلي فيبلغ عدد القتلى 1.4 شخص في حين تجاوز عدد الجرحى 5000 شخص. ويعلن جيش الاحتلال أن عدد القتلى بين جنوده يبلغ 535 شخصا.
