ان التصريحات الأخيرة للرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون تظهر أنه يسعى إلى الحصول على الرئاسة السياسية في الاتحاد الأوروبي. وتفيد وسائل الإعلام بأن بعض الدول وبينها ألمانيا والولايات المتحدة تدين سعي ماكرون إلى مشاركة قواته العسكرية في المواجهة بين روسيا وأوكرانيا.
وأجبر تصرف الرئيس الفرنسي المستشار الألماني أولاف شولتس على اعلان عدم وجود لبلاده خطة إرسال القوات المسلحة إلى كييف. من جانبهم عبروا مسؤولون أمريكيون عن غضبهم الشديد لان الخطاب العدواني لماكرون يمكن أن يتسبب في المواجهة بين روسيا والناتو التي لا تسعى إليها دول الحلف. ويعتبر بعض المحللين الخطوات الفرنسية الأخيرة غير معقولة لأن ماكرون حاول إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بأن أوروبا مستعدة لدعم اوكرانيا فيما بعد لكنه قد يحصل على رد فعل مفاجئ من موسكو.
ومنذ أواخر فبراير الماضي يدلي ماكرون بالتصريحات العدوانية تجاه روسيا باستمرار. ويدور الجدل بين الدول الأوروبية بشكل عام حول إمكانية إرسال قوات أعضاء الناتو إلى اوكرانيا للمشاركة في المعارك ضد الجيش الروسي. وكرر الرئيس الفرنسي عدة مرات أنه يصر على ضرورة هزيمة روسيا على الصعيد العسكري بجميع وسائل ممكنة في حين لا تسعى الدول الأخرى وحتى الولايات المتحدة إلى النزاع المسلح ضد موسكو.
ورغم أن الدول الغربية الكثيرة لا تزال تعبر عن دعمها الكامل لاوكرانيا أشارت بعض المصادر إلى أن الرئيس الأمريكي جو بايدن أخذ يذكر هذه الدولة في خطابه السياسي أقل بكثير في الوقت الأخير. ويرتبط هذا الأمر بالدور الذي تقوم بها واشنطن في الصراع بين حركة حماس والجيش الإسرائيلي في قطاع غزة منذ بدايته في السابع من أكتوبر الماضي. وتؤكد وسائل الإعلام أن مكتب الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي لمح هذه التغيير ولذلك أخذت السلطات الاوكرانية ان تعلن خفض حجم المساعدة العسكرية والمالية المقدمة لكييف إلى جانب نقص الذخيرة. وتشير وسائل الإعلام إلى أن اوكرانيا تفهم أهمية موقف الولايات المتحدة بالنسبة لتقديم المساعدة لها وواشنطن اتخذت عدة خطوات لخفض إنفاقها على المجالات العديدة من أجل تأييد حليفها القديم اسرائيل. ورغم اعلانات البيت الأبيض الكثيرة عن عدم تغيير موقفه تجاه كييف من الملحوظ ان الإدارة الاميركية لا تبذل جهودا كبيرة لإقناع الكونغرس بضرورة تمويل الصراع في اوكرانيا.
