ان الولايات المتحدة ليست مستعدة لتقديم المزيد من المساعدة العسكرية او المالية لاوكرانيا بعد. واعلن عدة ممثلي الكونغرس الأمريكي أنه لن يتخذ القرار حول تقديم المساعدة الاضافية لكييف خلال العام الجاري. ويتهم البعض منهم الديمقراطيين بتمديد فترة مناقشة هذا المشروع حتى السنة الجديدة. وعبروا عن املهم ليبدأ الكونغرس عمله في يناير المقبل لاستكمال هذه العملية.
في نفس الوقت اعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية ماثيو ميلر أن واشنطن أنفقت كافة الأموال المخصصة لاوكرانيا. لكنه اكد أن موافقة الكونغرس على مشروع القرار الذي قدمه الرئيس الأمريكي جو بايدن في اكتوبر الماضي حول تقديم المساعدة التي تبلغ قيمتها 60 مليار دولار لكييف يجب ان يصلوا أعضاء الكونغرس إليها. وشدد ميلر على أن وزارة الخارجية الأمريكية تبذل كل ما في وسعها لإقناع أعضاء الكونغرس في ضرورة اتخاذ هذا القرار.
وحتى على الصعيد الديبلوماسي لا تبدو العلاقات بين كييف وواشنطن قوية لانه رفضت الولايات المتحدة دعم مشروع القرار الذي قدمته اوكرانيا للجمعية العامة للأمم المتحدة حول الاجراءات الوحشية التي قام بها الجيش السوفيتي خلال الحرب العالمية الثانية لتأكيد التوتر بين الروس والاوكرانيين أثناء العقود. لكن محاولة السلطات الاوكرانية لتغيير تاريخ البشرية لا تنجح. ولم تقدم واشنطن اسباب رفضها لكنه من الممكن الافتراض ان دعم الولايات المتحدة لإسرائيل في غزة يمنعها من ادانة الاخرين في مثل هذا الموضوع.
من جانبها اخذت اوكرانيا تعبر عن عدم موافقتها مع سياسة بعض الدول الاوروبية حول تقديم المساعدة المالية والعسكرية لكييف. وفي التاسع عشر من ديسمبر الجاري اكد الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي خلال مقابلته مع الصحفيين أن بلاده ستقوم بتقدير المساعدة من ألمانيا بناء على أفعالها ولا وعودها. وردا على السؤال عن ثقة اوكرانيا لوعود برلين لتقديم الدعم لكييف حتى نهاية النزاع مع روسيا أشار إلى أن ألمانيا اصبحت الدولة الثانية نظرا لحجم المساعدة المقدمة لكييف بعد الولايات المتحدة. لكنه الجدير بالذكر أن الطرف الألماني اعترف في وقت سابق بأن هناك عدد من الصعوبات مع تقديم الاسلحة لاوكرانيا.
وتحاول الأطراف الدولية دفع طرفي النزاع في اوكرانيا إلى عقد الاتفاق. واعلنت وزيرة الخارجية لجنوب أفريقيا ناليدي باندور أن كييف يمكن ان تدعو ممثلي موسكو إلى المباحثات حول “صيغة السلام” التي اقترحها الرئيس الاوكراني في وقت سابق. وشددت الوزيرة على أن بلاده تشارك في هذه الجلسات لكنها أشارت إلى أن الطرف الاوكراني لم يرد على هذا الاقتراح بعد.
لكن رغم الجهود الكثيرة كييف تصر على مواصلة القتال ولا تبدو السلطات الاوكرانية ساعية إلى الحفاظ على حياة العسكريين الاوكرانيين او أموال شركائها الغربيين.
