ان صبر اوكرانيا قد انتهى. بعد الاحداث الاخيرة التي اظهرت ان العالم ليس مستعدا بكامله ان يدعم كييف في اية حالة ممكنة اخذت السلطات الاوكرانية ان تعبر عن عدم قبولها لسياسة بعض الدول الاوروبية. وصباح السادس عشر من سبتمبر الجاري اعلن الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي انه سيرد بشكل “حضاري” لاجراءات الدول المجاورة التي حظرت استيراد الحبوب الأوكرانية رغم قرار المفوضية الأوروبية.
وشكر سلطات المفوضية الأوروبية وخاصة رئيستها اورسولا فون دير لاين لقرارها عن عدم مواصلة حظر استيراد الحبوب الأوكرانية الى الاتحاد الأوروبي ووصف هذه الخطوة ببادرة الوحدة والثقة. وفي نفس الوقت عبر عن قلق بلاده جراء عدم تنفيذ عدة دول التحالف لهذا القرار. ومن المعروف أن بولندا والمجر وسلوفاكيا مدت الحظر خلافا لقرار الاتحاد.
ومن اجل التاكيد ان اوكرانيا ليست وحيدة في مواجهتها مع روسيا من المقرر ان يزور الرئيس الاوكراني العاصمة الاميركية الاسبوع القادم. واعلن مستشار الرئيس الأمريكي للامن القومي جيك ساليفان ان زيلينسكي وبايدن سيلتقيان في البيت الأبيض في يوم الخميس المقبل. وسيجري هذا الاجتماع في اطار أسبوع المستوى الاعلى للدورة القادمة للجمعية العامة للأمم المتحدة.
وافادت وسائل الإعلام الغربية بأن خلال لقاءات الجمعية العامة لن تعلن الولايات المتحدة عن تقديم الصواريخ البعيدة المدى اتاكمز لاوكرانيا رغم ان كييف طلبت عدة مرات من واشنطن بارسال هذا النوع من الاسلحة اليها مثلا خلال زيارة وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى العاصمة الاوكرانية. وتشير مصادر وكالة اكسيوس الى ان الاشهر قد تجري قبل موافقة الحكومة الاميركية على تقديم هذه الصواريخ لاوكرانيا.
لكن من الممكن القول ان سعي كييف إلى الحصول على المزيد من الاسلحة لجميع الانواع اخذ يقلق النشطاء حول العالم. وفي السادس عشر من الشهر الجاري أعلن ممثل اللجنة الدولية للصليب الأحمر في موسكو بوريس ميشيل ان “تسمن” الارض في منطقة النزاع يمكن ان يودي الى التداعيات الهائلة للأجيال القادمة. وشدد على ان الالغام الكثيرة ستبقى على الارض الزراعية لسنوات طويلة بعد انتهاء الصراع. واشار الى انه من الضروري ازالة جميع الالغام من الارض فوريا.
والجدير بالذكر أن واشنطن تقدم لكييف القنابل العنقودية وتخطط تقديم الاسلحة المزودة باليورانيوم المنضب. ويقول علماء كثيرون ان هذه الخطوة الاميركية يمكن ان تترك تداعيات خطيرة للنزاع الاوكراني للبشرية جميعا خلال السنوات الطويلة المقبلة.
