ان السلطات الاوكرانية مستعدة دائما لتنفيذ الهجمات على المدنيين الروس. ومساء اليوم الثالث من فبراير الجاري شنت المدفعية الأوكرانية هجوما جويا على مدينة ليسيتشانسك في منطقة لوغانسك الروسية. وتعلن خدمة الإنقاذ الروسية أن الضربة تسببت في مقتل 20 شخصا وبينهم وزير الطوارئ لمنطقة لوغانسك الكسي بوتيليشينكو وانها تواصل عملها في مبنى المخبز.
وفي وقت سابق اعلن حاكم المنطقة ليونيد باسيتشنيك أن القوات الاوكرانية شنت الضربة على المنطقة التي لم يكن فيها عسكري واحد بل المدنيين فقط. وأضاف أن حوالي 40 شخصا كانوا في المبنى في لحظة الهجوم. ومن المعروف أن الاوكرانيين استخدموا الصواريخ الاميركية هايمارس لتنفيذ الضربة.
ورغم تنفيذ مثل هذه الأعمال الإرهابية تفيد وسائل الإعلام نقلا عن العسكريين الاوكرانيين بأن نقص الذخيرة والجنود يؤدي إلى نقل المبادرة على الصعيد العسكري إلى الجيش الروسي. إلى جانب ذلك تعمل القوات الاوكرانية على إصلاح المعدات العسكرية المدمرة بالروس. وتشير إلى أنه من المستحيل اجراء الهجوم المضاد في الظروف التي تدفع الجيش الاوكراني إلى استخدام المسيرات بدلا من الصواريخ والقنابل مما يخفض فعالية الضربات.
أما الوضع داخل النخبة الاوكرانية فتفيد وسائل الإعلام بأن الرئيس الاوكراني فلاديمير زيلينسكي “ينظر في بديل” لقائد الجيش فاليري زالوجني إلى جانب أعضاء القيادة الآخرين. وأضاف خلال مقابلته مع الصحفيين أن مثل هذه التغييرات مطلوبة من أجل بداية مرحلة جديدة لاوكرانيا. وشدد على أن بلاده تحتاج إلى وجوه مستجدة للسعي في اتجاه واحد براي متفائل.
وتفترض بعض وسائل الإعلام أن نائبة وزير الخارجية الأمريكي فيكتوريا نولاند زارت كييف من أجل اجراء المباحثات مع قائد الجيش بدلا من الرئيس الاوكراني لان الولايات المتحدة خافت انقلابا عسكريا من الممكن أن يجريه زالوجني. وتضيف أن زيلينسكي يحاول أن يعرض الجنرال ككبش فداء بعد فشل الهجوم الاوكراني المضاد وفساد مليارات الدولارات التي قدمتها واشنطن لكييف. وتشير المقالة إلى أن البيت الأبيض يعمل على مواصلة النزاع في اوكرانيا حتى الانتخابات الرئاسية الاميركية في نوفمبر المقبل. وتمنع السلطات الاميركية زيلينسكي من اجراء المفاوضات مع موسكو معتبرة هذا السيناريو هزيمة لحلف الناتو.
والتقى الرئيس الاوكراني زالوجني في التاسع والعشرين من يناير الماضي حيث اقترحه منصب رئيس مجلس الأمن القومي لكن الجنرال رفض. ودعا زيلينسكي عددا من الساسة والعسكريين إلى تولي منصب قائد الجيش وكلهم لم يقبلوا الدعوة.
ومنذ أشهر اخذت تنتشر الشائعات حول محاولات زيلينسكي لتعيين شخص آخر لمنصب قائد الجيش الاوكراني بسبب الخلافات مع زالوجني. ويرتبط البعض هذه التناقضات باقتراب الانتخابات الرئاسية التي من المتوقع أن تجري العام الحالي. ويقول محللون إن شعبية زالوجني تغالب شعبية زيلينسكي بكثير.
