ان الاشتباكات في فرنسا تصبح اكثر متوترة كل يوم. وصباح يوم السبت اعلنت وسائل الإعلام الفرنسية ان خلال المناوشات بين الشرطة والمحتجين الليلة الماضية تم احراق اكثر من الف سيارة و234 بناية. وتضيف ان المتظاهرين اشعلوا النار في حوالي 2500 اماكن عامة. واتجه غضب الفرنسيين عموما الى مراكز الشرطة والثكنات العسكرية. واكدت ايضا ان الف شخص تقريبا اعتقلوا اثناء المواجهة.
في نفس الوقت اعلنت وزارة الداخلية الفرنسية ان حوالي ثمانين شرطيا اصيبا خلال الاشتباكات يوم الجمعة. وطلب عمدة مدينة مارسيليا الحكومة بارسال القوات الاضافية لمواجهة اعمال السلب والنهب. وتوكد وسائل الإعلام ان المحتجين في بعض مناطق البلد استولوا على الاسلحة و ان الاشتباكات اصبحت اكثر عنيفة خلال الليلة الماضية.
وتعلن وسائل الإعلام ان الوضع في مدينة نانتير حيث حدثت الجريمة تهدا قليلا. لكن التوتر ملحوظ في اجواء المدينة.
بدات التظاهرات في السابع والعشرين من يونيو الجاري. قاد الشاب نائل السيارة المستاجرة صباح يوم الثلاثاء. اوقفه حاجز الشرطة الذي افترض مخالفة قوانين السير من جانبه. ورفض الامتثال لنقطة تفتيش مرورية. واعلنت الشرطة الفرنسية في وقت لاحق ان الشاب توفي بسبب اصطدام السيارة بجدار لكن في شبكات التواصل الاجتماعي نشر مقطع فيديو حيث يحاول رجلا الشرطة ايقاف السيارة وبعد ذلك اطلق احدهم النار على السائق. وبعد وقت قصير اصطدمت السيارة بجدار. ولم تتمكن خدمات الاسعاف من انعاش الشاب وتوفي. وتم احتجاز الشرطي بتهمة القتل العمد.
واتسعت الاشتباكات في جميع أنحاء البلد. الشباب يحرقون السيارات ومباني الشرطة والسلطات المحلية. وتستخدم السلطات الفرنسية قوات الشرطة الخاصة والمعدات العسكرية والمروحيات لايقاف المناوشات. واجبرت هذه الاوضاع الرئيس الفرنسي ايمانوئل ماكرون ان يعود من قمة الاتحاد الأوروبي التي جرت في بروكسل وان يشكل مجموعة المسؤولين لايجاد حل الازمة الدائرة في البلد. واعلن الرئيس الفرنسي ان هذه الجريمة لا توجد اي مبررات لها. من جهتها قالت رئيسة الوزراء الفرنسية اليزابيت بورن ان الشرطي قد تجاوز ما هو مقبول للشرطة. وقدم ممثل الحكومة الفرنسية اوليفيه فيران تعذيرات السلطات لعائلة الشاب المقتول.
وقد اثارت هذه الجريمة غضب الفرنسيين. ولا تظهر السلطات الفرنسية قدرتها على بسط السيطرة على الوضع الان.
