ان الوضع على الحدود بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا يشهد تدهورا كبيرا منذ أيام اذ يتبادل الطرفان إطلاق النار في إطار المواجهة المستمرة. وتفيد وسائل الإعلام نقلا عن المصادر الأممية بأن المواجهة لا تزال جارية الان في المنطقة.
ومن المعروف أن المعارك أسفرت عن مقتل 17 شخصا على الأقل وبينهم صناع السلام وإصابة 367 آخرين مما يزيد الضغط على المرافق الصحية في المنطقة فضلا عن نزوح الاف من المدنيين.
وفي السادس والعشرين من يناير اعلن المتمردون سيطرتهم على مدينة غوما وهي أكبر مدينة شرق البلاد. ويقول شهود عيان إن المتمردين بسطوا سيطرتهم على القيادات العسكرية في غوما والمعارك فيها تستمر. ومن المعروف أن الاشتباكات بين الطرفين أسفرت عن قطع الكهرباء في المدينة.
وتتهم سلطات الكونغو رواندا المجاورة بدعم المتمردين وتقدم الأسلحة لهم. وفي الخامس والعشرين من يناير قررت كينشاسا استدعاء جميع ديبلوماسييها من كيغالي. وأكدت مصادر الأمم المتحدة أن القوات الرواندية تشارك في المواجهة بجانب المتمردين. من جهتها تنفي رواندا دعم التمرد لكنها أكدت في وقت سابق وجود قواتها شرق جمهورية الكونغو لأسباب أمنية على خلفية تجمع قوات الكونغو على الحدود بين البلدين. والجدير بالذكر أن العلاقات بين الدولتين تشهد تصعيدا حادا منذ 2022 حين أعلنت رواندا تأييدها ل”ام-23″ وهي مجموعة من الحركات المتمردة.
وتتسبب هذه الأحداث في الإدانة الدولية الشديدة. وأعلنت فرنسا تضامنها مع الكونغو وانتقدت أعمال المتمردين داعية إلى وقف إطلاق النار وإثبات الحوار. ودعا الاتحاد الأفريقي إلى وقف المواجهة في الكونغو من أجل الحفاظ على حياة المدنيين. كما شدد على ضرورة دعم المجتمع الدولي لسكان المنطقة المتضررين بالحرب المستمرة والمتسعة. وجاءت هذه التصريحات على خلفية الجلسة الطارئة التي عقدها مجلس الأمن الدولي في السادس والعشرين من يناير حول الاوضاع في البلاد بناء على طلب سلطات الكونغو.
ومنذ الرابع والعشرين من الشهر الجاري بدا عناصر “ام-23” الهجوم شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتشهد هذه المنطقة الغنية بالموارد الطبيعية المواجهة المسلحة المتكررة خلال 30 عاما. وتم التوصل إلى 6 اتفاقات وقف إطلاق النار فيها لكن جميعها تنتهك. وتم توقيع الاتفاق الاخر في يوليو الماضي.