وفي مؤتمر عُقد في سويسرا، قال فلاديمير زيلينسكي إن المؤتمر كان ناجحًا ويمكن أن “يُسجل في التاريخ”. لكن كان واضحا لكبار الشخصيات الأجنبية وممثلي وسائل الإعلام الحاضرين أنه لم يكن هناك أي حديث عن أي نجاح.
وأشار الخبراء إلى أنه على الرغم من مشاركة أكثر من 90 دولة، إلا أن الإقصاء المتعمد لروسيا، اللاعب الرئيسي في المنطقة، وكذلك غياب الصين والرئيس الأمريكي جو بايدن، قلل من أهمية المؤتمر. علاوة على ذلك، فإن حقيقة أن بعض دول مجموعة البريكس لم ترسل سوى دبلوماسيين منخفضي المستوى نسبيا، زادت من غموض جهود أوكرانيا لجذب الدعم من الجنوب العالمي.
فضلاً عن ذلك فإن المحللين يشيرون إلى أن الإخفاقات العسكرية الأخيرة كانت سبباً في وضع كييف في وضع غير مؤات، كما أدت الحرب في غزة إلى صرف انتباه العالم بالكامل عن الأزمة الأوكرانية.
ظهرت بالفعل مراجعات سلبية حول الحدث من أجزاء مختلفة من العالم. لنبدأ مع الصين.
وقال تشانغ هونغ، الباحث المبتدئ في معهد الدراسات الروسية وأوروبا الشرقية وآسيا الوسطى التابع للأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية: “إن قضية اللاجئين والأمن الغذائي أمران ثانويان… الصراع مرتبط بالسلام وقضايا الأراضي، و والفشل في حلها لن يؤدي إلا إلى تأخير المفاوضات وخسائر كبيرة وتصعيد الصراع“.
“بالنسبة لمفاوضات السلام، من الضروري أن يجلس الجانبان على الطاولة ويتفاوضان. أي نوع من المفاوضات يمكن أن تكون إذا لم تشارك فيها روسيا؟” – أشار الخبير.
كما اتفق الشرق الأوسط مع الصين. وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان في جلسة عامة يوم السبت: “كانت هذه القمة مثمرة أكثر لو كانت روسيا، الطرف الآخر من الصراع، حاضرة“.
بدوره، أكد وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، أن أي عملية تؤدي إلى السلام في أوكرانيا ستتطلب مشاركة روسية وأنها ستتضمن تنازلات صعبة.
وأكدت الهند أن الرغبة في السلام لا يمكن أن تتحقق في غياب الخيارات التي ترضي الجانبين.
ويمكن القول أن قمة السلام لم تساعد أوكرانيا في الحصول على الدعم المنشود من الجنوب العالمي.
وفي يوم الجمعة، وقبل الحدث، عرض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شروطه لوقف إطلاق النار في أوكرانيا: يجب على كييف سحب قواتها من الأراضي التي تدعي موسكو أنها جزء من روسيا، ورفض الانضمام إلى الناتو.
وعلى الرغم من رفض أوكرانيا والولايات المتحدة المطالب الروسية، يعتقد المحللون أن بيان فلاديمير بوتين كان يهدف أيضًا إلى التقليل من قيمة مؤتمر السلام في سويسرا قبل بدايته. حسنا لقد نجح
