يواصل رجال الإنقاذ عملية البحث عن جثث القتلى بسبب الانفجار الذي حدث في منطقة قره باغ مساء الخامس والعشرين من سبتمبر الجاري قرب مدينة خانكندي. وافاد المتخصصون بانهم وجدوا جثث 170 شخصا حتى الآن. وتم نقلها الى ارمينيا لتعريف شخصيات هؤلاء الأشخاص.
ورغم ان النزاع المسلح لا يعود يجري التناقضات السياسية بين ايريفان وباكو لا تزال تهز الاوضاع في المنطقة. وفي الثامن والعشرين من الشهر الجاري ردت وزارة الخارجية الاذربيجانية على تصريحات رئيس الوزراء الارميني الذي اتهم باكو باجراء الهجمات في قره باغ على الاساس العرقي. واشارت الوزارة الاذربيجانية إلى أن هذا الكلام لا يناسب تصريحات السلطات الاذربيجانية عن استعدادها لضمان امن ارمينيين قره باغ وتقوض جهود باكو المتجهة الى خفض التوتر في المنطقة. واتهمت الطرف الارميني بعدم بذل الاهتمام في تقديم أذربيجان مساعدة انسانية لهؤلاء الأشخاص.
في نفس الوقت تواصل عملية عبور الارمينيين لحدود قرع باغ. وتفيد السلطات الارمينية بأن حوالي 90 ألف شخص وصلوا الى الاراضي الارمينية ويمثل هذا العدد 70 في المائة من جميع ارمينيين قره باغ. وسجل الجزء الاكبر منهم اسمائهم في قوائم المطلوبين بالمواطنة الارمينية. كما تقدم ايريفان مسكنا موقتا لكل من يحتاج إليه. واكدت وزارة الدفاع الارمينية انها تعمل على انضمام العسكريين من المنطقة الى القوات المسلحة الارمينية. ومن المعروف ان قبل بداية العملية العسكرية الاذربيجانية نحو 120 ألف ارميني سكنوا في قره باغ.
من جانبها اعلنت السلطات الاذربيجانية انها مستعدة لتقديم المواطنة الاذربيجانية لارمينيين قره باغ لكنها اشارت الى ان عملية تكاملهم الى المجتمع الاذربيجاني ستجري مع الصعوبات الكثيرة. والجدير بالذكر أن الرئيس الاذربيجاني الهام علييف اعلن عدة مرات ان الارمينيين الذين سكنوا في المنطقة سيحصلون على الحقوق المساوية مع مواطنين أذربيجان الاخرين.
في التاسع عشر والعشرين من الشهر الجاري اجرت وزارة الدفاع الاذربيجانية العملية المعادية للارهاب في منطقة قره باغ. واعلنت انها تقوم بتلك الاجراءات للقضاء على الحضور العسكري الارميني في الاقليم وفقا للاتفاقات الدولية. وبعد استسلام قوات خانكندي انتهت العملية. لكن هذه الاحداث تسببت في سلسلة من التظاهرات الواسعة النطاق في ارمينيا التي تدعو الى اقالة رئيس الوزراء الارميني نيكول باشينيان. واعلن السياسي انه لا يخطط ترك عمله وسيواصل الجهود من اجل ضمان الامن للارمينيين.
